"احتفلت" بلدية بيروت أمس بوضع الحجر الأساس لمشروع مدّ خط تصريف المياه المبتذلة في منطقة رأس بيروت في مرفأ الصيادين قرب المنارة الجديدة. وجدت البلدية ومجلس الإنماء والإعمار الطريقة "الفضلى" للتخلص من مياه الصرف الصحي: إفراغها داخل البحر، على مسافة 500 متر، من دون أي معالجة، وذلك لإخفاء "المشهد" المنفّر والرائحة البشعة للمياه المبتذلة التي تصبّ حالياً في المرفأ!
حصل "احتفال تفريغ مياه الصرف الصحي في البحر" برعاية الرئيس سعد الحريري ومشاركة مجلس الإنماء والإعمار. أعلن رئيس بلدية بيروت بلال حمد، جهاراً في "الاحتفال" أنّ "شبكة الصرف الصحي تفرغ المياه الآسنة في البحر وقرب الشاطئ من دون أي معالجة، وذلك لفشل الحكومة في إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتكريرها، ومن المؤكد أن تفريغ مياه الصرف قرب ميناء الصيادين يؤدي إلى تلوث الميناء ويؤثّر سلباً في الخصائص البيولوجية والفيزيائية والكيمائية للمياه في ميناء الصيادين، ما يشكل خطراً على الحياة البحرية وبالتالي على صحة المواطنين".
إذاً، يخاف حمد على صحة المواطنين من تلوث الميناء والضرر الذي يلحق بخصائص مياه المرفأ إذا رأوا المياه الآسنة فيه، فيقرر أن هذا الضرر "يختفي" عندما لا يراه الناس أو يشمّون الرائحة الكريهة، وليس بإيجاد حل صحي وبيئي لمعالجة المياه المبتذلة. لذلك عمد "إلى إنشاء مصبّ مؤقت مغمور بمياه البحر، وذلك من طريق مدّ خط لتصريف مياه الصرف الصحي مسافة 500 متر داخل البحر، وذلك لتخفيف المياه الآسنة وتشتيتها بطريقة علمية تضمن تخفيف الآثار السلبية، وهذا بانتظار إنشاء محطة لمعالجة المياه المبتذلة والآسنة".
انتظارٌ قد يدوم طويلاً، تماماً كما هذا "الإنجاز" الذي حققته البلدية أمس عشية الانتخابات البلدية في أيار، إذ اشتكى حمد من "الروتين الإداري القاتل الذي يسبب التأخير في تحقيق الإنجازات المرجوة". فقد صدر قرار المجلس البلدي بتكليف مجلس الإنماء والإعمار دراسة وتنفيذ خط تصريف المياه المبتذلة بتاريخ 9/12/2011، أي تقريباً مع بداية عمل المجلس البلدي الحالي، وها هو اليوم يرى التنفيذ مع نهاية ولاية هذا المجلس، كما يقول حمد.
النائب عاطف مجدلاني، ممثلاً الرئيس سعد الحريري، رأى أننا "نحتفل بخطوة مهمة وضرورية، هي مشروع حماية مرفأ الصيادين في منطقة رأس بيروت من المياه المبتذلة"، أمّا حماية البحر الذي يعتاش منه الصيادون ويقتات منه الناس، فأمر غير ضروري.
"المشروع المعجزة" الذي وُضع الحجر الأساس له أمس، هو "إجراء مؤقت واستثنائي إلى حين إنشاء محطة تكرير المياه المبتذلة في منطقة برج حمود"، وفق ممثل رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، رئيس إدارة المشاريع في المجلس إبراهيم إبراهيم. وقد أجرى "مجلس الإنماء والإعمار مناقصة لتلزيم هذا المشروع كلف بنتيجتها شركة خوري للمقاولات تنفيذه بتمويل من بلدية بيروت، كذلك كلف المجلس الاستشاري دار الهندسة - طالب وشركاه مهمة الإشراف على التنفيذ، ومن المرتقب إنجاز هذا المشروع مع نهاية هذا العام".