«أخشى أن يجن جنون سمير جعجع ويعلن مملكته الخاصة». هذا السيناريو حذّر منه الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، غير بيدرسن، من ضمن السيناريوهات التي يخشى وقوعها، وبينها أن يقصف حزب الله تل أبيب، ودخول مقاتلين متأثرين بالقاعدة إلى لبنان. ورأى بيدرسن في لقاء مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، دايفيد ولش، في بيروت يوم 5 آب 2006 (الوثيقة 06BEIRUT2539) أن إسرائيل لن تتمكن من هزيمة حزب الله في معركتها البرية، كما لن تتمكن من وقف إطلاق الصواريخ. وبناءً على ذلك، يضيف بيدرسن، يجب على إسرائيل أن تسمح «لعوامل سياسية» بالتعامل مع التهديد الذي يمثله حزب الله. وبرأي الموظف الأممي، فإن أحد العوامل السياسية المحتملة هو «الرأي العام اللبناني».
وحثّ بيدرسن الولايات المتحدة على أن تكون واضحة مع إسرائيل في طلب وقف الغارات الجوية إذا لم تُطلق الصواريخ من لبنان. من ناحيته، اقترح ولش أن تعمل قوات اليونيفيل على ضمان إعادة إمداد حزب الله بالسلاح من خلال نشر مراقبين على المعابر الحدودية التسعة التي تربط بين لبنان وسوريا. ورد بيدرسن بالثناء على هذه الفكرة، محذراً في الوقت عينه من كونها ستدفع السوريين إلى إحباط اتفاق نشر القوات الدولية ووقف إطلاق النار. ووصف بيدرسن السوريين بـ»غير المساعدين».

■ ■ ■

في الوثيقة الصادرة عن السفارة الأميركية في بيروت يوم 26/7/2006 (06BEIRUT2476) اقترح الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، غير بيدرسن، على السفير الأميركي جيفري فيلتمان وضع اتفاق لتخفيف حدة الحرب، يبدأ بأن تمتنع إسرائيل عن قصف المناطق الواقعة شمالي نهر الليطاني، في مقابل توقف حزب الله عن إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي سياق آخر، قال بيدرسن إن قائد قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب مقتنع بأن قصف الجيش الإسرائيلي مركزاً تابعاً للأمم المتحدة في بلدة الخيام الجنوبية يوم 25 تموز 2006 «كان متعمداً».

■ ■ ■

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، إن هناك خشية لدى سوريا من أن تمتد «النار في لبنان» إلى حدودها. وكشف يدلين لوفد من الكونغرس الأميركي (الوثيقة 06TELAVIV2893) عن أن الاستخبارات الإسرائيلية تلحظ «تزايداً في النشاط العسكري داخل سوريا». وشدد يدلين على أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد توسيع عملياتها باتجاه سوريا، مشيراً إلى أن «سوريا لا تريد أن تقاتل أيضاً». لكنه حذر من أن «وضعاً كهذا يمكن أن يؤدي إلى خطأ في الحسابات، كما حصل عام 1967 حين أعطت روسيا معلومات خاطئة لسوريا».
ورداً على سؤال محاوريه الأميركيين عما إذا كانت إسرائيل تواصلت مع دمشق بهذا الشأن، قال يدلين إن الحكومة الإسرائيلية بعثت برسالة عبر قوات الأمم المتحدة في الجولان (UNTSO) وإنه هو شخصياً بعث بتحذير عبر قنواته الخاصة.

■ ■ ■

خلال اجتماعه بوفد من لجنة الاستخبارات في الكونغرس، أعرب رئيس الموساد، مئير داغان، عن قلقه حيال نتائج «المعركة على الرأي العام». وقال داغان (الوثيقة 06TELAVIV2879) إن «أحد أهداف الحملة العسكرية البرية هو التمكن من الكشف أمام الملأ كيف أن حزب الله يتموضع وسط السكان المدنيين ويستخدم البيوت الخاصة لتخزين الأسلحة ومنصات الصواريخ». واتهم داغان قناة الجزيرة بـ»صياغة دعاية الحرب ودفع أجندة مناهضة لإسرائيل وأميركا قدماً».