رقم البرقية: 06BEIRUT2508التاريخ: الأول من آب 2006 12:34
الموضوع: عون يردّد مع (المطربة الفرنسية إديت) بياف: non, je ne regrette rien (لا، لست نادماً على شيء)
مصنّف من: السفير جيفري فيلتمان

ملخص

1. أظهر قائد الجيش السابق ميشال عون رفضاً متعنتاً لمواجهة حقيقة

حالة الانشقاق التي يمثّلها حزب الله في لبنان. بعيداً عن اعتبار حسن نصر الله مسؤولاً عن العنف الذي بدأ مع هجوم حزب الله في 12 تموز، قال عون إنه ما دام القتال مستمرّاً، كل لبنان يجب أن يتوحد خلف القوة المتصدية للإسرائيليين. منحَ زعيم التيار الوطني الحرّ الدعم العام لخطة النقاط السبع التي طرحها رئيس الوزراء السنيورة بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار، إلا أنه ادعى أنه سبق التطرق إلى أكثر القضايا حساسية في وثيقة التفاهم التي أعلنت بتاريخ 6 شباط مع حسن نصر الله. في محاولة غريبة لأن يكون غير ملتزم بأي موقف، أصرّ عون على أنه ليس فعلياً في حلف مع حزب الله، لكنّه عاد لينتقد قياديّي 14 آذار «المتقلبين» – السنيورة، وليد جنبلاط، سعد الحريري – الذين، برأيه، لا يستحقون «ثقة» الشعب اللبناني. الإيحاء كان (رغم أن ذلك لم يُعلَن قط بصراحة)، أنّ نصر الله أكثر جدارة بالثقة كشريك. وحين طُلبَ منه تفسير أحداث 12 تموز على وجه التحديد، اعترف ببساطة بأنه لم يفهم كيف حدث كل ذلك. (نهاية الملخص)

قصّة كاتبَين

2. خلال اجتماع عقد في الأول من آب مع السفير ودبلوماسي سياسي (من السفارة)، حاول زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون أن يفسّر كيف تمكن من كتابة مقالين في غاية التباين ظهرا بفارق 24 ساعة في «وول ستريت جورنال» وفي صحيفة السفير، المؤيّدة لسوريا. قال عون إن آراءه الداعمة بقوة لحزب الله كما عبّر عنها في «السفير» يوم 30 تموز وشرْحه الموزون لأسباب الصراع الحالي في «وول ستريت جورنال» يوم 31 تموز هي في الواقع متسقة بعضها مع بعض، إذا ما فُهم التزامه كمواطن لبناني.
3. أصرّ على أن جميع اللبنانيين ملزمون الآن بدعم هذه القوى (حزب الله) التي تواجه إسرائيل. نتيجة لذلك، كرّر القائد العسكري السابق أنه يستطيع أن يحلل بنزاهة السبب الجذري للصراع، بينما يستمر في التعبير عن دعمه لحزب الله. في ظلّ الجرائم الإسرائيلية، لم يكن لديه، ببساطة، خيار آخر.

النتائج بالنسبة لحزب الله

4. حين سُئل عما إذا كان موقف نصر الله الساخر أمام زملائه في الحوار الوطني قبل أيام قليلة من اندلاع القتال يفسّر النتائج، تفادى عون الإجابة عن السؤال. بدل أن يدلي بجواب بسيط، سلّم عون بأنه كان من الممكن تجنب القتال – لو أن الزعماء السياسيين في لبنان كانوا قد التفتوا إلى خلاصات نقاشاته المبكرة مع حزب الله (التي أفضت إلى وثيقة التفاهم في 6 شباط) واستوعبوا ثلاث قضايا أساسية، ولكانت مقاربة موحدة تجاه حكومة إسرائيل قد تمخّضت عن نتائج ترسي الاستقرار.
5. كما يفعل في مناسبات عديدة، أشار عون إلى الطريقة التي عالجت بها وثيقة التفاهم مزارع شبعا، أسيرة الوصاية الإسرائيلية، وأسلحة حزب الله. أصرّ على أن القضايا الضمنية تظل هي ذاتها، ملمّحاً إلى أن النقاط السبع التي طرحها السنيورة هي مجرد تكرار لمواقفه السابقة.
6. حين أصرّ السفير على معرفة ما إذا كان هو والتيار الوطني الحر قد يواجهون قرار نصر الله المتعمّد والأحادي في توريط لبنان في حرب مؤلمة، أجاب عون بكل بساطة بأنه بعد توقف القتال، سوف يطرح الأسئلة «الضرورية» على زعيم حزب الله. أعلن عون عرضاً بأن «للجميع الحق في طرح الأسئلة»، ليضيف بعدها مجادلاً أنه بينما يستمر القتال، يجب وضع جميع الاعتبارات الأخرى جانباً.

يدعم عمل الأمم المتحدة، ثم ينتقد 14 آذار

7. قالباً سؤالاً إضافياً رأساً على عقب، قال عون إنه يجب النظر إلى «تحالفه التعاوني» مع حزب الله من المنظور ذاته لتفاعل السياسيين الآخرين مع الحزب. ففي النهاية، كما أشار، كان السنيورة هو من دعا حزب الله ليكون جزءاً من حكومته، بينما أودِعَ التيار الوطني الحر العزلةَ السياسية في شهر حزيران الماضي حين ألفت الحكومة. في السياق ذاته، شدّد عون على أن سعد الحريري هو من قضى ساعات طويلة في نقاشات مغلقة مع قائد حزب الله، بينما أفضت خلاصات نقاشاته هو إلى وثيقة رسمية في 6 شباط. وفي النهاية، روى عن العلاقة المتقلبة مع زعيم الدروز وليد جنبلاط.
8. قال عون إنه في مرحلة أو في أخرى، سعى جميع دعاة الإصلاح من قادة 14 آذار، لإيجاد قاعدة مشتركة مع حسن نصر الله، مع ذلك، كان هو السياسي الوحيد الذي دفع الثمن. استعان عون بذلك المنطق ليستنتج أن زعماء 14 آذار لم يتمتعوا بـ»ثقة» الشعب اللبناني، وذلك سيعوق جهود الحكومة في التوصل إلى وقف عادل لإطلاق النار. أشار السفير إلى أنه مهما كانت محاولات التقرّب من نصر الله التي اضطلع بها جنبلاط والحريري، فإنهما، على الأقل، يريان الآن بوضوح من هو نصر الله وماذا يمثّل. لم يجب عون.
9. رغم عدم الثقة (بل حتى النظرة الدونية لـ) بحكومة السنيورة وحلفائها السياسيين، أقرّ عون بأنه يدعم الجهود الحالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. إلا أنه لم يتمالك نفسه، في تعليق أخير، عن الإشارة إلى أنه كان من الممكن تفادي الوضع الحالي لو أخذ السنيورة والحريري وجنبلاط، الذين هم جميعاً «متشابهون»، اقتراحاته السياسية في الاعتبار.
اليوم التالي
10. أعلن عون أنه يتمنّى أن تعمل جميع القوى السياسية المتباينة في لبنان معاً لبناء «بلد مصدَّع»، إلا أنه كرّر اقتناعه بأنه لن يستطيع الوثوق بهؤلاء الذين فشلت زعامتهم – يقصد أكثرية 14 آذار – في منع «الكارثة» الحالية. أكد عون أنه لطالما سعى لتوفير الشروط التي يدّعي بعض اللبنانيين اليوم أنهم يدعمونها: عودة المعتقلين، عودة شبعا، و»دمج» سلاح حزب الله في القوات المسلحة اللبنانية. من هذه الناحية، كما أعلن، ثمة نقطة التقاء بينه وبين الحكومة. لكن، في النهاية، عبّر مجدداً عن قلقه من أن الحكومة ليست في الواقع، على مستوى المهمة.
تعليق
11. مثّل هذا الإجتماع خيبة أمل لكل الذين كانوا يأملون أن تكون مأساة الأزمة الحالية المحفزَ الذي سيضخ بعض الاستقامة في علاقة ميشال عون بحزب الله. في ما كان بالأساس أداءً مفككاً ومكرّراً وفي أغلب الأحيان متناقضاً، أظهر عون الصفات التي تولّد الكثير من النفور والارتياب بين أفراد الطبقة السياسية في لبنان. نادراً ما يعترف بغلطة أو بحسابات خاطئة، ومن خلال تحريف مُتقَن للمنطق، يدبّر دائماً أمره لإعادة سرد «بطولاته» الدبلوماسية/ السياسية، مفسّراً جهود السياسيين الآخرين بغير الفعالة والناتجة عن سوء تصوّر.
12. الدعم القوي الذي لا يزال يحظى به (وإن كان أقلّ من يوم وصوله إلى مطار بيروت الدولي في أيار الماضي وطلبه من جموع مناصريه المتحمسين الغفيرة أن «يخرسوا») في أوساط الطائفة المارونية في لبنان، يجعل منه قوة سياسية قد تسهم مادياً في الجهود الداعمة للإصلاح للوصول إلى دولة ديموقراطية ومستقرة. ولكن رفضه الحازم رؤية حزب الله على حقيقته – وانتقاده الرافض لأي زعيم سياسي آخر – وضعاه في مأزق سياسي يقاوم بعناد أي فرصة للخلاص منه.
13. لاحظنا تكوّن شقوق في التيار الوطني الحر ووجود اعتراضات قوية على سياسات عون بين مستشاريه من الدرجة الثانية، لكن قلة حركة عون باتجاه الزعماء الآخرين من مناصري الإصلاح توحي بأن المشهد السياسي، في مرحلة ما بعد المعركة، قد يشهد الكثير من الخصام، كما كان عليه في 11 تموز. نحن نتفق معه على أنه لا يمكن تجاهل الطائفة الشيعية في لبنان ولا يمكن إشعارها بأنها مهزومة كطائفة. ولكن، بخلاف جنبلاط والحريري، لم يعِ عون بعد أن نصر الله قد استغلّه. انتهى التعليق.
فيلتمان