وصلت دعوات الإصلاح المنطلقة من الثورتين التونسية والمصرية إلى السعودية، بعدما شدد القطب الشيعي السعودي البارز، عبد الهادي بوخمسين، أمس على حاجة البلاد إلى إصلاحات «عميقة وواسعة» في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالتزامن مع إطلاق ناشطين سعوديين حملة شعبية على الإنترنت تحت شعار «الشعب يريد إصلاح النظام» للمطالبة بإجراء إصلاحات جذرية في بلدهم.وقال بوخمسين، في كلمة له في مدينة الهفوف شرق السعودية، «نعيش (في السعودية) عهد الإصلاحات، لكننا بحاجة إلى المزيد منها، وتعميقها وتوسيعها، لكي تشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كي لا يبقى أحد يشعر بنوع من الضيم أو الظلم الذي يؤدي إلى الاحتقان ومن ثم عدم الاستقرار».
وفي وقت نفت فيه وزارة الشؤون الإسلامية السعودية إصدار أيّ توجيهات أو تعميمات تلزم الخطباء والأئمة في المساجد بتناول ما حدث في بعض الدول العربية، وجهت انتقادات واسعة إلى مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، إثر شنّه هجوماً على مثيري التظاهرات والمسيرات في بعض البلدان العربية.
وشهدت الرياض، أول من أمس، تظاهرة نادرة شاركت فيها نحو 40 امرأة للمطالبة بالإفراج عن سجناء اعتقلوا من دون محاكمة في الحملة على الإرهاب.
من جهتها، اختارت الحكومة الكويتية قبول استقالة وزير الداخلية، جابر خالد الصباح، وتعيين أحمد حمود الصباح خلفاً له، على خلفية وفاة مواطن في أحد أقسام الشرطة يشتبه في أنه تعرض للتعذيب.
ويأتي قبول الاستقالة بالتزامن مع إطلاق شباب كويتيين دعوة إلى تنظيم تظاهرة كبيرة أمام مبنى مجلس الأمة الثلاثاء المقبل، احتجاجاً على «الممارسات غير الديموقراطية» للحكومة، وللمطالبة بإقالتها.
أما في الأردن، فجدد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، حمزة منصور، رفض الحركة الإسلامية عرضاً للمشاركة في الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن «الظروف القائمة الآن غير ناضجة لمشاركتنا فيها»، مؤكداً أن «المشاركة المطلوبة هي التي تأتي عبر توافق وطني في ضوء انتخابات نيابية».
وفي السياق، طالبت النقابات المهنية الأردنية الـ14، التي تضم أكثر من 200 ألف عضو، رئيس الوزراء المكلف معروف البخيت باختيار فريق وزاري يتمتع بالكفاءة والنزاهة، ليتولى القيام بمروحة واسعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
في هذه الأثناء، حاول جزائري إشعال النيران في نفسه أمس خلال احتجاج شارك فيه نحو 30 شخصاً أمام مبنى وزارة العمل، للمطالبة بتوفير المزيد من الوظائف، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد «التنسيقية الوطنية للتغيير الديموقراطي»، التي تضم المعارضة والمجتمع المدني، المضيّ في مسيرتها المحددة في 12 شباط المقبل في العاصمة الجزائرية.
أما في السودان، فقد وعد الرئيس عمر البشير، بمستقبل من الحرية وبحكومة منفتحة. وفي كلمة استرضائية تأتي بعد أسبوع من الاحتجاجات، قال إنه يفتح الباب أمام الحرية وليس لديه ما يخشاه من الحرية المكفولة في الدستور.
وفي اليمن، طالبت المعارضة الرئيس علي عبد الله صالح، بترجمة ما وعد به من إصلاحات الى أفعال، من دون أن تدعو إلى تظاهرات جديدة، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أنه لن يسعى إلى البقاء في منصبه لولاية ثالثة، مؤيداً فكرة تثبيت دورتين فقط دستوريّاً. وأعلن المالكي أنه سيتخلى عن نصف راتبه الذي يبلغ 30 ألف دولار.
في هذه الأثناء، شهدت العديد من العواصم تظاهرات مؤيدة لـ «ثورة النيل». فقد تظاهر مئات الفلسطينيين أول من أمس في رام الله في الضفة الغربية. وقال الطالب عمر عامر «هذه التظاهرة هي أمر ضروري كان يجب أن يحدث من قبل»، فيما وقعت مواجهات بين متظاهرين كانوا يهتفون «الشعب يريد إنهاء الانقسام» وآخرين مؤيدين للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ردوا عليهم بالقول «الشعب يريد عباس».
وفي كندا، ذكرت وسائل الإعلام أن مئات المحتجين وبمشاركة عدد من المسؤولين المحليين الكنديين، تجمّعوا أمام برلمان أونتاريو في تورونتو الكندية مطالبين بتنحي مبارك، وحملوا شعارات كتب عليها «ارحل» و«مبارك اخرج الآن»، فيما تجمّع المئات أمام مبنى البرلمان في العاصمة أوتاوا، مطالبين بتنحّي مبارك.
إلى ذلك، تقدّم زعيما المعارضة الإيرانية، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بطلب للسلطات للحصول على تصريح لإقامة تجمع حاشد تأييداً للانتفاضتين المصرية والتونسية في الرابع عشر من الشهر الحالي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)