الشعب المصري قال كلمته، مطالباً حسني مبارك بالتنحي، لكنّ الوضع في القاهرة يزداد سخونةً وخطورة. أمام هذا المشهد، يتفق الممثلون اللبنانيّون على تأييد تحرّك الشعب المصري، كنوع من الرد على الظلم والقمع. كلامهم يتحوّل سريعاً إلى درس في الديموقراطيّة للشعب اللبناني الذي يفتقر إلى الولاء لوطنه لمصلحة زعيمه وطائفته. ترى كارمن لبّس أن «الشعب المصري يقرر من يريد أن يكون على رأس السلطة. هم يشعرون بالظلم». وتتمنى لبّس لو يحدث أمر مشابه في لبنان، «غير أن الناس هنا ينساقون وراء زعمائهم». وتطالب الممثلين المصريين بأن يكونوا «يداً واحداً، لأنهم أمام لحظة تاريخيّة مشرّفة». ويرى باسم مغنية أن الثورة على النظام لا تقتصر على مصر، «بل إن مطالب المصريين مشابهة لمطالب الشعوب العربية من تونس والجزائر إلى الأردن واليمن ولبنان وسوريا»، مشيراً إلى أنه «عند اختلاف حسابات الحكومات عن الحسابات الشعبيّة، فأنا أناصر الشعب». ويتفق مع كارمن لبّس على أن «انقسام الشعب اللبناني طائفيّاً، وانحياز كلّ من أفراده إلى فريقه السياسي، يجعلانه يعمل ضد مصالحه»، مشيراً إلى أنه «في معظم أنحاء العالم العربي، تلتقي كلمة المعارضة والموالاة مع مطالب الشعب وتنطق بصوته».
يتحدث الممثل ألكو داوود انطلاقاً من تجربته الشخصيّة، إذ إنّه عاد ليل الأحد الماضي من القاهرة بعد تصوير مشاهد من «الشحرورة»، وأمضى يومه الأوّل في بيروت نائماً، بعد التوتر الذي عاشه على الطريق بين فندق «شيراتون دريم لاند» والمطار. يقول: «حملنا حقائبنا ووضعناها على سقف حافلة صغيرة، واتجهنا إلى المطار. ورغم أن الطريق لا تحتاج سوى إلى ساعة واحدة، فقد احتُجزنا ثلاث ساعات بين الدبابات وآليات الأمن». ويتحدث عن مشهد تدافع المواطنين، حيث توفّي رجل ستيني جراء ذلك. يرى داوود الأمور هناك من وجهة نظر شخصية «أقمنا في مجمع سياحي يبعد ساعة عن العاصمة، وظلّ الموظفون فيه يتوزّعون نوبات الحراسة لحماية المجمع، خوفاً من التخريب والفوضى، بعد تعرض فندق قريب للتدمير»، لكنّ داوود يؤمن بضرورة أن يقول الشعب كلمته«لاحظت الفرق الشاسع في المستوى الاجتماعي بين طريقين متلاصقين، بين منطقة «إمبابة» والكورنيش. حينها تفهم أنّ من حق السكان أن يسألوا لماذا نعيش ما دون خط الفقر بأشواط».
رأي نيكول سابا يمثّل نوعاً من الصدمة، الفنانة اللبنانيّة التي توزّع وقتها بين لبنان ومصر، وتعرف الشعب المصري عن كثب، ما زالت تعيش حالة ذهول بعد عودتها إلى لبنان السبت الماضي. تقول: «بالنسبة إليّ، عدم الأمان هو الأخطر في هذه الثورة، والشعب المصري يحرس أفراده ممتلكاتهم ويحمون عائلاتهم. ما يحدث ليس ثورة أو انقلاباً، فالتظاهرات تجاوزت أهدافها وتحولت إمعاناً في التخريب». وتُفتي نيكول في السياسة المصريّة، قائلة: «في رأيي الرئيس المقبل، لن يكون أفضل من الحالي».
وتشعر سيرين عبد النور بالفخر الممزوج بالحزن على ما يجري في أم الدنيا، هي تدين لـ«مصر التي احتضنتني بالكثير»، واصفةً «المصريين بالشعب الطيّب والمسالم. أحاول منذ اندلاع الثورة التواصل مع أصدقائي للاطمئنان إليهم. كنت أتمنى لو كنت هناك، غير أنّ وضعي لا يسمح لي بالتحرك لكوني على وشك الولادة. وهو الأمر الذي أجبرني على الاعتذار عن عدم تأدية أعمال عدة». لكن سيرين تنتظر هدوء الأوضاع لتسجل أغنيتها الجديدة في «استديو أمير محروس»، وتأمل «أن يتحول حلم التحرّر إلى واقع سريعاً، وأن يكون هذا الشعب قدوة لشعوب أخرى، ترزح تحت الظلم، لأن المصريين شعب متعلّق ببلده ويشعر بالانتماء إليه».
أما ورد الخال، فتجيب على سؤال «الأخبار» كأنها مراسلة من قلب المعركة، «أتابع الثورة الشعبيّة لحظة بلحظة، ويبدو أنها ستستمر في ظل إصرار الرئيس على البقاء على رأس السلطة». وتضم صوتها إلى أصوات المتظاهرين، «إذ إنني أتعاطف معهم وأحترم إرادتهم». ترى أنّ «التغيير تأخّر. حيث إنّ الرئيس الحالي مُنح ثلاثين عاماً، وها هو الشعب يتحرك بعفويّة، ويجب أن يكون قدوة لسواه». أما نقابة الفنانين المحترفين في لبنان، فكان همها الأوّل متابعة وصول الممثلين اللبنانيين القادمين من القاهرة. وتعلّق النقيبة سميرة بارودي قائلةً «شخصياً لا أتدخل في سياسة الآخرين، وأطلب من الله أن يحمي مصر، وأن تنتهي الأزمة على خير لأنّ مصر هي بلد الحضارة والإبداع والفكر والتاريخ، نتابع ونبكي ونتذكر لبنان في أوقاته العصيبة»، آملةً «أن تكف الأيادي المخرّبة والمتآمرة عن العبث بالأمن». ويرى نقيب الممثلين جان قسيس أنه «ضد الأنظمة المحنّطة، التي تستمر 30 عاماً. وحين نحقّق الديموقراطية، نصبح في مصافّ الشعوب التي تحترم نفسها». ويأمل قسيس أن يحرّك ما يجري في مصر «المياه الآسنة في المستنقع العربي»، مشيراً إلى أن «الثورة ضرورة للإصلاح والتغيير وإنصاف المظلوم».