الجزائر| طوت الصحافة المستقلة في الجزائر صفحة «واقعة أم درمان» المشؤومة، وضمّت صوتها إلى صوت الجماهير المصرية المطالِبة برحيل حسني مبارك عن سدة الرئاسة. كذلك خصصت صفحاتها الأولى لنقل آخر تطورات «ثورة الغضب».
وعلى غير عادة، اتّفقت الصحف اليومية المستقلة مع وسائل الإعلام الرسمية على التعاطي بنحو موحّد مع انتفاضة الشعب المصري. هكذا رأينا «التلفزيون الجزائري» يخصّص الجزء الأول من نشرته الإخبارية لـ«الصحوة المصرية».
كذلك حاولت مختلف الصحف اليومية والأسبوعية رصد التحولات العربية، ونشر قراءات وتحليلات، وتقديم تكهنات عن الصورة المصرية في الأيام المقبلة. قارنت جريدة «الفجر» مثلاً، بين حسني مبارك والرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، فكتبت، بالخط العريض: «وجهان... ونهاية واحدة». أما صحيفة «الوطن» الناطقة باللغة الفرنسية، فقد عبّرت منذ الأيام الأولى للثورة عن تفاؤلها بنهاية «دكتاتورية آل مبارك»، وكرّست افتتاحيّتها منذ أيام لموقف الجيش المتعاطف مع مطالب الشعب السلمية والديموقراطية.
رغم تركيز مختلف الصحف والتلفزيونات والإذاعات على متابعة الأحداث في بلاد النيل، بدا واضحاً أنها تستند في كل معلوماتها إلى تغطية وكالات الأنباء، والفضائيات العربية، بسبب افتقارها إلى المراسلين أو المبعوثين الخاصين. وقد شذّت عن هذه القاعدة يومية «الجزائر نيوز» التي استقت معلوماتها من مراسلها الخاص في القاهرة، وهو ما سمح لها بتخصيص أربع صفحات يومية للثورة تحت عنوان «المشهد المصري».
ورغم القطيعة التي كانت قائمة بين المصريين والجزائريين بسبب التوترات التي تلت أحداث أم درمان، عبّر أغلب الإعلاميين في الجزائر عن مساندتهم للثورة المصرية، ووقّعوا منذ أيام قليلة بيان دعم للصحافيين المصريين الذين تعرضوا للعنف على يد الشرطة. كذلك أعلنوا مساندتهم لمراسلي المؤسسات الأجنبية الذين منعوا من أداء مهماتهم على الأرض. وجاء في البيان «تأتي الاعتداءات على حرية التعبير في وقت يعبّر فيه الشارع عن رغبته في إسقاط نظام مبارك الشمولي. نحن الصحافيين الجزائريين، الموقعين على هذا البيان، نحيّي نضال زملائنا المصريين، ونعبّر لهم عن دعمنا إياهم في الدفاع عن مطالب الشعب». وتحوّل «فايسبوك» إلى مساحة لتقديم الدعم والمؤازرة. وخصّص المخرج السينمائي نذير مخناش صفحته على الموقع لنقل صوت مصر، وآخر الأنباء والتطوّرات الواردة من موقع الحدث. والحال نفسها تكررت مع الحقوقية والكاتبة وسيلة تامزالي.
وفي انتظار «يوم الغضب الجزائري» (12 من الشهر الجاري) الذي سيطالب فيه الشعب برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يقضي الجزائريون أيامهم مسمّرين أمام الشاشات ليتعلّموا من تجربة «أشقائهم المصريين».