«الأطلسي» يعزّز وجوده شرق المتوسط

«الأطلسي» يعزز وجوده شرق المتوسط | إجراءات أمنية إضافية في تركيا... وتدريب قوات عربية لمكافحة «داعش»

  • 0
  • ض
  • ض

في سياق ازدياد حدة الاستقطاب الدولي منذ إسقاط تركيا للطائرة الروسية في سوريا وفي ظلّ نية دول الغرب تغيير استراتيجيتها في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، اتخذ «حلف شمال الأطلسي» سلسلة قرارات من شأنها تعزيز وجوده شرق المتوسط، على ما يبدو لمواجهة تعاظم نفوذ موسكو في المنطقة

يعتزم حلف «شمال الأطلسي» تعزيز وجوده العسكري شرق المتوسط في ضوء المستجدات العسكرية الأخيرة والتوتر التركي ــ الروسي الذي لم يخفت بعد. وأعلن «الأطلسي»، يوم أمس، سلسلة قرارات من شأنها زيادة نفوذه العسكري والأمني في المنطقة، منها تعزيز الدفاعات الجوية في تركيا وتدريب ضباط وجنود من العراق والأردن وتونس لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وتأتي هذه القرارات في لحظةٍ دولية مفصلية في ظلّ مؤشرات على استراتيجيات أميركية وأوروبية جديدة في سوريا والعراق في إطار الحرب على «داعش»، وأحاديث عن تحالف عربي تركي أميركي تمهيداً لتدخل برّي في هذين البلدين، بواسطة آلاف الجنود الأميركيين والعرب. وأكد الأمين العام «الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، يوم أمس، أن الخطوات العسكرية والأمنية المرتقبة في المنطقة، تأتي ردّاً على تعزيز النفوذ الروسي في سوريا، إذ قال إن نشر روسيا منظومات صواريخ «إس ــ 400» في هذا البلد يمثل أحد أسباب زيادة الوجود العسكري لـ «الأطلسي» في هذه المنطقة. وأضاف، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، أن الحلف يواصل التكيّف مع روسيا «الأكثر هجومية وروسيا التي نشرت أسلحة حديثة... وذلك يمثل أحد أسباب قيامنا برفع جاهزية قواتنا وزيادة الوجود العسكري في شرق الحلف». وأوضح الأمين العام أن روسيا تنشر منظومات حديثة للدفاع الجوي على طول الحدود مع «الأطلسي» وإلى جانب سوريا والجزء الشرقي من البحر المتوسط، معتبراً أن هذه الخطوات مماثلة لما جرى في القرم، وقرب دول البلطيق وكالينينغراد وحتى الحدود في أقصى الشمال». وأكد أن الحلف «يتابع عن كثب هذه الخطوات ويقيمها (...) إن ذلك جزء من محيطنا الجديد في مجال الأمن».

تدابير «الاطلسي» للرد على نشر موسكو منظومة صواريخ «إس-400» في سوريا
وفي قضية الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، شدّد ستولتنبرغ على أن الحلف وأعضاءه يلعبون دوراً محورياً في مكافحة التنظيم، حيث إن «التحالف الدولي» الذي يحارب «داعش» يضمّ كل أعضاء «الأطلسي». وأوضح ستولتنبرغ نية الحلف تقديم الدعم في مكافحة «داعش» من خلال مساعدة الدول الشريكة للحلف على تطوير قدراتها الدفاعية الذاتية، مؤكداً كذلك نية تدريب ضباط من جيوش العراق والأردن وتونس. وعلى الرغم من ذلك، دعا ستولتنبرغ إلى إيجاد إمكانات لتخفيف التوتر القائم على خلفية حادثة إسقاط الطائرة الروسية والقيام باتصالات تسمح بتجنب مثل هذه الحوادث، بما في ذلك قنوات الاتصال العسكري. تدابير أمنية لـ «طمأنة» تركيا وقبيل اجتماع وزراء خارجية دول الحلف الـ 28، أكد ستولتنبرغ العمل من أجل مزيد من التدابير «لضمان أمن تركيا»، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه التدابير لا تتعلق بإسقاط سلاح الجو التركي للطائرة الروسية، بل كانت مدرجة على جدول أعمال الحلف قبل ذلك. وبعد يومٍ من تأكيد أنقرة أن حدودها مع سوريا هي حدود «الأطلسي»، قال ستولتنبرغ إن البحث جارٍ حالياً على كيفية مواصلة تعزيز الدفاعات الجوية لتركيا، وكيفية مواصلة متابعة الخطط الدفاعية الراهنة من أجل تركيا. وكان الحلف قد نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» عام 2013 في تركيا بغرض «إحباط أي هجمات من ايران»، إلا أن بطارية إسبانية واحدة منها ظلّت في تركيا، بعدما سحبت كل من ألمانيا والولايات المتحدة صواريخهما. وبحسب ستولتنبرغ، فإن بريطانيا أيضاً مستعدة لنشر طائرات في إطار التدابير الجديدة لـ «الأطلسي»، فيما عرضت ألمانيا والدنمارك المساهمة بسفن قيادة للقوات البحرية للحلف، والتي يتمركز بعضها في البحر المتوسط. وكانت الولايات المتحدة قد نشرت، مطلع الشهر الحالي، طائرات مقاتلة من طراز «إف 15» جنوب تركيا، أكد المبعوث الأميركي لدى الحلف، دوغلاس ليوت، أنها «ستبقى طالما استلزم الأمر». وتوقع الأمين العام للحلف، أن تقدم الدول الاعضاء مزيداً من التعهدات في هذا الاطار، وأن يتخذ الحلف «قرارات جديدة في غضون أسابيع حول تدابير لطمأنة تركيا». وفي محاولة لفصل التدابير الجديدة عن التوتر الأخير بين موسكو وأنقرة، صاحبة ثاني أكبر جيش في الحلف وبين موسكو، أكد ستولتنبرغ أن قرار زيادة الدعم لتركيا «كان على جدول الأعمال منذ وقت طويل، قبل أن تسقط تركيا الطائرة الروسية في سوريا». من جهة أخرى، برر ستولتنبرغ انتهاك تركيا للمجال الجوي اليوناني بـ «الوضع المعقد في سوريا والعراق»، مؤكداً أنه «يختلف عن حادث إسقاط الطائرة الروسية». إبقاء 12 ألف جندي في أفغانستان من جهة أخرى، قرر «الاطلسي» الاستمرار في تقديم الدعم المالي واللوجستي لقوات الجيش والأمن في أفغانستان خلال العامين المقبلين. وخلال مؤتمر صحافي عقده على هامش الاجتماعات في بروكسل أمس، أعلن ستولتنبرغ، أن البعثة الأطلسية الحالية في أفغانستان (12 ألف عنصر من دول الحلف) والتي تقدم المشورة في مجالات التخطيط والقيادة والتوجيه، ستستمر العام المقبل مع إمكانية إدخال بعض المراجعة والتعديل «إذا لزم الأمر لضمان الفعالية»، ورأى أن «من الخطأ تحديد موعد لانتهاء هذه البعثة وتحويلها إلى بعثة مدنية». وحول التعاون مع روسيا في الملف الأفغاني، أكد المسؤول الأطلسي أن الحلف لم يعد بحاجة إلى استخدام الطرق الروسية لنقل المعدات إلى أفغانستان، كما كان يفعل في السابق. (الأخبار، أ ف ب الأناضول)

  • وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره التركي مولود تشاويش أوغلو في بروكسل أمس

    وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره التركي مولود تشاويش أوغلو في بروكسل أمس

0 تعليق

التعليقات