لمن يرغب في تقديم مجوهرات كهدية قيّمة وشخصية خلال الأعياد، لا بد من أن يقصد صالة عرض «نون زين». عقود، وأساور، وخواتم، وزينة للبيت جميلة ومميزة. أما التفصيل الأهم، فإنها في متناول الجميع. درست ندى زَينة الهندسة المعمارية في «الجامعة الأميركية في بيروت» حيث صممت لاحقاً متحف الآثار، ثاني أكبر متحف في لبنان بعد المتحف الوطني، ومتحف الصابون في صيدا. أما رواد المسرح اللبناني الذين لم تسنح لهم الفرصة للتعرف على مجوهرات «نون زين»، فلا بد من أنّهم يذكرون سينوغرافيا مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» لنضال الأشقر، والمشربية الكبيرة التي توسطت المسرح. تلك السينوغرافيا وأعمال أخرى لأولى مسرحيات لينا أبيض، صممتها ندى زينة.

ذلك الحب للفن والعمل الحرفي قادها منذ 20 عاماً إلى التخلي عن مسيرتها المعمارية والانطلاق في تصميم المجوهرات وتنفيذها. البداية كانت مع حياكة النحاس مستعينة بطريقة «الكروشيه». تقنية مميزة ما زالت تستعملها حتى اليوم، فيما كان أولادها يدرسون بالقرب منها. ثم أدخلت في عملها الطين والفخار وتلبيسه أوراق الذهب. تطور المشروع ومعه شغفها لتصميم المجوهرات، إلى أن افتتحت صالة عرض عام ٢٠٠٤ في منطقة التباريس (شارع سرسق).
حين بدأت العمل في المجوهرات، كانت التصاميم المتوافرة في السوق تنحصر بمعادن الذهب والفضة. لذلك قررت أن تستعمل النحاس المغطس بالذهب مع الأحجار نصف الكريمة بسبب طواعية النحاس وخفته، وإمكانية صنع مجوهرات كبيرة الحجم من دون أن تصبح ثقيلة الوزن.
أضف إلى ذلك أنّ هذا يتيح لها تصميم أعمال بأسعار في متناول الجميع نسبة إلى الأسعار المطروحة في سوق المجوهرات. تتعاون ندى زَينة مع حرفيين لبنانيين لتنفيذ مجوهراتها في لبنان، مستعينة بالطريقة التقليدية لقطع وضرب النحاس يدوياً قبل تغطيسه في الذهب. ولبعض التصاميم الدقيقة، تلجأ إلى القطع باللايزر. في تصاميمها الكثير من الأشكال الهندسية البسيطة، وتستوحي أيضاً من المجوهرات التراثية والإثنية، من الثقافات البدوية والهندية والمصرية والشامية التي تعيد تصميمها بأسلوبها الخاص والمعاصر. هكذا تقدم زَينة كل عام تصميماً خاصاً للمتحف الوطني مستوحىً من المجوهرات الأثرية المعروضة في المتحف، لتباع في متجره، بالإضافة إلى التصاميم العديدة والمتنوعة المتوافرة في صالتها وفي صالة «الشرق ٤٩٩». تشكل الطبيعة مصدر إلهام لها، فالمجموعة الجديدة الخاصة بالأعياد التي أطلقتها أخيراً في صالة العرض مستوحاة من أغصان الأشجار، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة تتخذ من العيون المضادة للحسد موضوعاً لها. إلى جانب تلك المجموعة الجديدة والقديمة، تتوافر في الصالة بعض الطاولات الصغيرة من تصميمها أيضاً، وزينة للبيوت مؤلفة من وجوه نحاسية تتدلى من رقبتها كميّة من العقود.

*تنتظركم ندى زَينة في صالتها منذ الليلة استثنائياً، حتى الساعة التاسعة مساءً خلال فترة ما قبل العيد.
http://www.noun-zein.com