«بدي قللو منحبّو كتير» تقول تاتيانا ابنة محمد دكروب، قبل أن يغلبها البكاء على الهاتف. قبل دقائق، كانت تتحدّث بفرح عن والدها وكيف أنّ ولديها تعلّقا به خلال إقامته في أيامه الأخيرة في منزلها، وكانت حفيدته السمراء هي مدللته لأنّ زوجته الروسية الراحلة سفيتلانا «كانت تحبّ السمراوات، وهو كان يحبّ الماما كثيراً» تقول تاتيانا قبل أن يأخذها الحديث إلى طفولتها ومناخ الحرية الذي عاشته في كنف الوالد.
حتى لحظاته الأخيرة، كان دكروب منهمكاً بتحضير العدد الجديد من مجلة «الطريق». كان ملف العدد عن جريدة «السفير» في ذكرى تأسيسها الأربعين. تقول هناء صافية من أسرة تحرير المجلة: «أرسلنا العدد الجديد إلى الطباعة منذ يومين، لكن سرعان ما أوقفنا الطبع أمس ريثما تقرّر إدارة التحرير ما يجب فعله إثر رحيله المفاجئ». كان دكروب قد دخل «مستشفى الساحل» في أوائل الشهر الجاري، بعدما وقع فأصيب في رأسه «لكنّه ظلّ بكامل قواه العقلية. وبعد عشرة أيام، عاد إلى المنزل قبل أن يعاني من تعقيدات استدعت إدخاله المستشفى مجدداً قبل يومين». صحيح أنّه بدا كمن اختار يوم رحيله في 24 تشرين الأول (أكتوبر)، وهي ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني الذي نعاه بالأمس، إلا أنّه كان لا يزال يحلم ويخطّط لمشروعه الأحب أي «الطريق». تقول صافية: «كان يحضّر ملفاً خاصاً أيضاً بمئوية الأديب رئيف خوري في المجلة، إضافة إلى الورقة التي سيشارك فيها في الاحتفاء بذكرى رحيل خوري الذي يقيمه «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» و«الحركة الثقافية ــ أنطلياس» في الأونيسكو»الشهر المقبل». لم يلحق دكروب، صار هو مادة التكريم. «الحزب الشيوعي اللبناني» سيوجّه له تحية بعد غد الأحد خلال الاحتفال بالذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب في قاعة «أريسكو بالاس» في بيروت. وفي أربعينيته، سيقام مؤتمر في «قصر الأونيسكو» يُدعى إليه أصدقاء الراحل من كتّاب ومفكّرين عرب.



* يوارى في ثرى «مقبرة روضة الشهيدين» في الغبيري عند الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم، وتقبل التعازي بين العاشرة والرابعة في قاعة «روضة الشهيدين». كما تقام مراسم العزاء يوم الأربعاء 30 الجاري في قاعة «جمعية خريجي الجامعة الأميركية في بيروت» (ساحة الوردية ــ الحمراء)