أعلن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أنه لن يسمح بتطور ما وصفه بالهبّة الشعبية الحالية المستمرة منذ مطلع تشرين الأول الماضي إلى انتفاضة مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، «لأنها لا تصلح وتعود علينا فقط بالدمار». وكرر في حوار متلفز أمس، موقفه المعارض للعمل العسكري، وأنه مصمم على ألّا يسمح لأحد بأن يطلق الرصاص، بل رأى أنه يحظى بتأييد من الشعب الفلسطيني في ذلك.
فرنسا تبدأ الترويج لمبادرتها بلقاءات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين
وقال عباس: «النضال في القتال العسكري لا نقبله ولا نسمح به لأننا جربناه، فدُمِّر البلد ولم نحصل على شيء منه، بل بالعكس فإن (إسرائيل) كسبت عطف العالم». وأشار إلى أنه يدخل في حوار مباشر مع كل الأطياف الإسرائيلية لـ«إقناعهم بالحق الفلسطيني في إطار النضال السياسي»، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «هآرتس» عن مفاوضات سرية بين إسرائيل والسلطة جرت في الشهر الماضي، وتتمحور حول إعادة تدريجية للسيطرة الأمنية للأجهزة الفلسطينية.
في غضون ذلك، بدأ المبعوث الفرنسي الخاص للشرق الأوسط، بيير فيمون، أمس، محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، حول «فُرص عقد مؤتمر دولي للسلام، لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية»، واستهلّ فيمون اجتماعاته، بلقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، على أن يصل أراضي السلطة الفلسطينية اليوم. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، إنه التقى المبعوث الفرنسي وأكد له «ضرورة الانفصال عن الفلسطينيين، والحفاظ على رؤية حل الدولتين».
كذلك قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة الرسمية، إن المبعوث الفرنسي سيلتقي أيضاً المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد. وتأتي هذه الزيارة في إطار الترويج للمبادرة الفرنسية التي سبق أن نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تحدد هويتها، قولها إن «إسرائيل تعارض فرض حلول سياسية عليها، وتدعو الفلسطينيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لحل جميع القضايا العالقة».
ميدانياً، استُشهد ثلاثة فلسطينيين بعد إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار عليهم، يوم أمس، بعد محاولتهم تنفيذ عملية دهس وإطلاق نار في موقف للحافلات بالقرب من مستوطنة «كريات أربع»، في الخليل جنوب الضفة المحتلة. وفي عملية مركبة، حاول الشهيدان أمير الجنيدي (22 عاماً) وقاسم جابر (31 عاماً) دهس جنود في موقف للحافلات، ثم أطلقا النار عليهم، ما أدى إلى إصابة مجندة بجروح طفيفة قبل أن يردّ العدو عليهما. وبعد دقائق من تنفيذ العملية، حاول الشهيد يوسف طرايرة (18 عاماً) تنفيذ عملية دهس ثانية، لكن الجنود الموجودين في المكان أطلقوا النار عليه. في المقابل، أعلن جيش العدو أن أربعة من جنوده أصيبوا في العملية.
في سياق متصل، وتطبيقاً لقرارات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) القاضي بمعاقبة الإسرائيليين الذين يشغلون فلسطينيين من دون الحصول على تصاريح عمل، صدّقت لجنة «الداخلية والبيئة» البرلمانية، على مشروع يحدد عقوبة السجن حتى عامين، على من يشغل عاملاً واحداً، وعقوبة السجن حتى أربع سنوات على من يشغل مجموعة من العمال.
وذكرت اللجنة البرلمانية أن «مشروع القانون يفرض غرامة ما بين 2500 ــ 58 ألف دولار لمن يشغل عاملاً واحداً، دون تصريح عمل، وغرامة 5 ــ 77 ألف دولار على من يشغل أكثر من عامل دون تصاريح». ووفق اللجنة، من أصل «73 هجمة، نفذها فلسطينيون، منذ شهر أيلول الماضي فإن 27 منها نفذها أشخاص يعملون في إسرائيل، دون الحصول على تصاريح».
إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، «استشهاد القائد الميداني عبد السلام عايد البطنيجي (36 عاماً) من حيّ الشجاعية في مدينة غزة، جراء حادث عرضي في أثناء عمله في أحد أنفاق المقاومة».
(الأخبار، صفا)