منذُ نُصِّبَ في 1789، جورج واشنطن، رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، بعد أكثر من عقدٍ على إعلان الاستقلال،في الرابع من تمّوز (يوليو) 1776، تداوَلَ رئاسة هذا البلد، أربعةٌ وأربعون رئيساً، آخرُهم الحاليّ باراك حسين أوباما.
هؤلاء الرؤساءُ بِيضٌ جميعاً.
باراك أوباما هو الأشدُّ بياضاً بينهم جميعاً.
الرؤساءُ (كلُّهم أبيضُ كما أسلفتُ)، كانت لهم أفعالُهم، وفِعالُهُم.
لكنّ ما يوحِّدُ بينهم، هو إيمانُهم العميقُ والدمويّ بتفوُّقِ الرسِّ الأبيض، على بني آدم جميعاً.

هكذا أبادوا السكّانَ الأصليين، الهنودَ الحـُمر.
وهكذا استعملوا القنبلة النوويّة ضد شعبٍ آسيويّ، في هيروشيما وناغازاكي.
هكذا طبّقوا سياسة الأرض المحروقة في الفيتنام.
وهكذا حرصوا على إذلال شعب أميركا اللاتينيّة واستعبادها، والحؤول دون أن يكون في شبه القارة رئيسٌ من أهلها
الأصليين: شعوب حضارات المايا والأنكا والأزتيك...
أمّا نحن، العرب، في الشرق الأوسط وشماليّ أفريقيا، فلسنا بحاجةٍ إلى التاريخ، مُذَكِّـراً .

■ ■ ■


أقولُ هذا، وأنا أُتابِعُ العقدةَ السايكولوجيّة لباراك حسين أوباما.
كان والد أوباما يكره ابنه.
هكذا نشأَ أوباما حاقداً.
لكن محاولة القراءة السايكولوجيّة قد لا تكون، وحدَها، كافيةً، لفهم حقد الرئيس الرابع والأربعين، علينا، نحن العرب، المسلمين.
هذه الحرب التي ليس لها من نهايةٍ إلّا بنهاية أوباما تبدو غير معقولة، إلى حدٍّ منها.
أهي شجاعةٌ أن تُسَخِّرَ دولةٌ عظمى، مواردَها، وسياساتِها، وخبراءَها، ونُخْبةَ جيوشِها لمحاربة أناسٍ فقراء، مسالمين، جياعٍ...
أهي سيرةٌ لرئيسٍ أن يُكَرِّسَ ذكاءه، المعقّد، لغاية واحدة، هي محاربة العُزَّلِ، العرب، والمسلمين؟
صحيحٌ أنّ العرب والمسلمين ليسوا بِيضاً.
ليسوا بِيضاً مثل الرئيس الأميركيّ، باراك حسين أوباما، الأشدّ بياضاً بين رؤساء أميركا الأربعة والأربعين!
لندن 31/8/2013