تواصلت التصريحات الرافضة لأي تدخّل عسكري خارجي في سوريا، في طهران عاصمة الحليف الاستراتجي لدمشق، حيث كرّر وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف، أمس، خلال اتصال هاتفي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص الی سوریا الاخضر الابراهیمي، التعبير عن قلق الجمهوریة الاسلامیة من أي مغامرة جدیدة في المنطقة، محذّراً من تداعیاتها الخطیرة.
وتباحث ظریف خلال هذا الاتصال الهاتفي مع الابراهیمي بشأن المستجدات علی الساحة السوریة. وندد ظریف مرة أخری باستخدام الأسلحة الکیمیائیة.
وكتب ظریف أمس في صفحته علی أحد مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان «هل جمیع الخیارات مطروحة علی الطاولة؟» وجّه فیه نقداً لقرار عدد من الدول الغربیة بمهاجمة سوریا.
وتساءل ظریف: «هل یمكن في عالم الیوم تحقیق الأهداف الانسانیة أو السیاسیة من طریق الحرب والعملیات العسكریة؟».
وأضاف وزير الخارجية الإيرانية أن «استخدام السلاح الكیمیائي بغض النظر عمّن یستخدمه یُعتَبر جریمة یجب ادانتها، وهذا هو موقف إیران الثابت والشفاف. لكن الذین یقیمون الدنیا ولا یقعدونها هل اتخذوا الموقف ذاته عندما استهدف المدنیون في سردشت وحلبجة وكان المجرم معروفاً»، في اشارة الى نظام صدام حسين في العراق خلال الحرب العراقية الايرانية (1980-1988).
واستنتج قائلاً: «یجب النظر بشك وریبة الی أهدافهم، ولا سیما أن احتمال ارتكاب هذه الجریمة من قبل المجموعات المتطرفة كبیر جداً في ضوء الظروف المیدانیة والوثائق الموجودة».
في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري، العماد جاسم الفريج، أن الخاسر الرئيسي في اي حرب في المنطقة هو من يبدأ بها.
وقال دهقان، للفريج، إن «ايران تتابع بدقة وحساسية التطورات الأمنية في المنطقة والأزمة الحاصلة في البلد الصديق والشقيق سوريا». وأكد «ضرورة الاستفادة من الوسائل السياسية والسلمية لحل المشكلات الأمنية»، معتبراً أن استخدام القوة والعنف سيؤدي إلى تصاعد الأزمة وتعميمها على الوحدات السياسية ولن يؤدي إلى الحد من التوتر.
وأعرب وزير الدفاع السوري عن شكره لاتصال وزير الدفاع الايراني، ونفى بشدة مزاعم الغربيين باستخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي، وقال: «ان الارهابيين الجناة عمدوا الى استخدام الأسلحة الكيميائية وقتل النساء والاطفال والأبرياء للحصول على المزيد من الدعم من الدول الإقليمية والكبرى للتعتيم على هزيمتهم ولحرف الرأي العام وتبرير استمرارهم في جرائمهم».
في هذه الاثناء، أكد خطيب جمعة طهران المؤقت، كاظم صديقي، أن أميركا اذا شنت هجوماً على سوريا، فإن النصر سيكون حليف المقاومة والشعب السوري الذي سيمرغ أنفها بالتراب.
وأشار صديقي الى الأحداث على الساحة السورية، قائلاً «إن الأميركيين بصدد الهجوم على سوريا بذريعة استخدام السلاح الكيميائي، وطبعاً يتذكر الجميع انهم (الاميركيين) قاموا بغزو أفغانستان تحت ذريعة غامضة، واجتاحوا العراق بنفس ذريعة السلاح الكيميائي. واضاف أن «الادارة الاميركية والمسؤولين وصلوا الى حضيض الذلة بحيث غرقوا في المستنقع الذي ورطتهم فيه اسرائيل، وهم قد دخلوه بأنفسهم لكن الخلاص منه خارج عن ارادتهم».
ووصف خطيب جمعة طهران المؤقت، الهجوم الاميركي المحتمل على سوريا بأنه عامل لإثارة الازمة في المنطقة، قائلاً إن «هذا الهجوم سيعرّض اسرائيل للخطر، وبالتالي لن يؤدي الى تحقيق أميركا للنصر، بل سيفاقم من كراهية بشرية جمعاء لأميركا».
(فارس، إرنا)