لهجة إسرائيلية جديدة بدأت تظهر في الإعلام العبري، وإن كانت بصوت خافت وغير صاخب، حتى الآن. التقديرات السائدة في تل أبيب قد تكون على حالها أمس، وتتحدث عن «شبه حتمية» للضربة الأميركية لسوريا، الا ان اصواتاً بدأت ترتفع، وتبحث في «العراقيل السياسية» التي برزت أخيراً في اميركا وبريطانيا الرافضة للتحرك العسكري ضد سوريا.
طبعاً مع تساؤلات حول امكانات هذه المعارضة، وأي درجة قد تصل اليها، مع التحذير من «إمكان ان يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما، اخيرا، عن سلم وحبال، للنزول عن الشجرة الطويلة التي صعد اليها»، ويتراجع عن ضرب سوريا.
القناة العاشرة في التلفزيون العبري، أشارت في تقرير بثته أمس، الى ان الرئيس أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، «لم يتوقعا العراقيل السياسية الهامة التي برزت أمامهما، لدى التخطيط لتوجيه ضربة الى سوريا»، وبحسب القناة، ونقلاً عن مصادر عدة في واشنطن، «هناك شعور متزايد بان الزعيمين يخسران الأرضية السياسية في بلادهما، وليس لديهما ما يكفي من الدعم في الداخل، سواء وسط حزبيهما او وسط المعارضة، وهناك المزيد من العصي في الدواليب في الطريق الى الهجوم في سوريا».
وقالت القناة إن اوباما يجد صعوبة في تفعيل الزخم المطلوب للضربة، بل ان استطلاعات الرأي تشير الى رفض الأميركيين لضربة كهذه.
أما في بريطانيا، ورغم نشر التقرير الاستخباري الذي أكد أن الأسد استخدم السلاح الكيميائي 14 مرة، فإن كاميرون يجد صعوبة في اقناع البريطانيين.
مراسل الشؤون العسكرية للقناة العاشرة، الون بن دافيد، أشار الى ان «المسؤولين الاسرائيليين على اتصال دائم مع نظرائهم الأميركيين، وما زالوا يشعرون حتى الآن بأن القرار على حاله»، لكنه اكد في المقابل ان الضربة لن تكون قريبة وقد تتأخر اياماً، «اذ اضافة الى العراقيل السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، يبدو ان الأميركيين يريدون مراكمة القليل من القوة في المنطقة، والتشاور والتفاهم مع حلفائهم في المنطقة، قبل الاقدام على اي خطوة عسكرية ضد سوريا، الامر الذي يعني مزيداً من الوقت».
القناة الثانية الاسرائيلية، أشارت الى ان «مرور الساعات والايام، دفع الدماغ الأميركي للعمل، اذ بدأ يتضح أن الهجوم على سوريا هو مسألة أكثر تعقيداً مما بدت عليه في الوهلة الأولى، فالنتائج والأهداف ليست واضحة.
وأشارت القناة الى وجوب التوقف ازاء ما يجري في واشنطن، حيث يبدو ان الأميركيين يتراجعون الى الخلف، مع لهجة أقل صخباً، وبالتأكيد أقل بكثير مما يحدث في اسرائيل. واستنتجت أن «الرئيس الاميركي، في نهاية المطاف، قد يعمد الى استخدام السلالم والحبال، للنزول عن الشجرة الطويلة التي صعد اليها» في ما يتعلق
بسوريا.