إنه يوم خالد ضاهر. دع عنك تلفزيون المستقبل وهواءه الأصفر، و«أبو العبد» كبارة وتحليلاته، و«الشيخ» معين المرعبي، وسائر مشايخ طرابلس، شهّالاً وباروداً ودقماقاً. ودع عنك «تَوترات» الرئيس سعد الحريري وبكائياته على بلد يتحوّل أطلالاً، وكذلك إيحاءات الرئيس فؤاد السنيورة الذي يتقن فن طبخ السم بالعسل. وحده خالد ضاهر كان النجم أمس. بدا الرجل، المتنقّل بخفّة بين شاشات التلفزة، «سعيداً» الى حد ما بـ«ثبوت» صوابية آرائه. انطبق عليه المثل المصري الذي يتحدث عمّن «يريد جنازة يشبع فيها لطماً». فما بالك إذا كانت الجنازة سبعين والأموات كثراً؟
كان نائب عكّار، أمس، أقرب ما يكون الى أرخميدس. «وجدتها... وجدتها»، كاد يصرخ منتشياً. «تفجير الرويس من صنع حزب الله لضرب باقي لبنان».
كمن يقتل أولاده للحصول على أموال التأمين، يفجّر الحزب أهله لتكون له حجة «استهداف السنة» في ما بعد. تحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من خطر يحدق باللبنانيين جميعاً تحوّل، في مدرسة التحريف التي يبرع فيها «المعلّم خالد»، الى تهديد لهؤلاء اللبنانيين. وتفجيرا طرابلس في رأي «الثوريين الجدد»، صبيان الاستخبارات السورية السابقين، يقف وراءهما حزب الله للفت الأنظار عن «الجريمة الكبرى في سوريا». الجريمة نفسها التي لم يوفّر النائب المحترم بطّانية لتغطيتها ولا علبة حليب لتغذيتها.
اكتشف أرخميدس قاعدته الشهيرة في الحمّام. وليس بعيداً من الحمّامات وما يجري فيها، يغرف الضاهر من مخزون فتنوي نتن لا ينضب. لم يجد الرجل، في فورة الدم، كلمة سواء يدعو إليها. جاء الانفجار «شحمة على فطيرة» لبطل حلبا في أيار 2007.
عندما اكتشف أرخميدس نظرية الطفو، خرج من الحمّام حيث كان يغتسل عارياً وهو يصرخ «أوريكا... أوريكا» بعدما تحقّق من أن جسده أصبح أخفّ وزناً، عندما نزل في الماء، وأن الانخفاض في وزنه يساوي وزن الماء الذي أزاحه. خلص الى القاعدة الشهيرة: «إذا غُمر جسم في سائل يخفّ وزنه بمقدار وزن السائل المُزاح». قاعدة علمية لا تبزّها إلا قاعدة خالد ضاهر التي تقوم على أن خفة النائب الميليشيوي تزدادا اطّراداً بمقدار الدم البريء المسال.