خلية نحل أمنية نشطت حديثاً، في مقابل خلايا إرهابية ناشطة أصلاً. رأس الخيط بدأ مع «سيارة الناعمة» المفخخة، كرّت السُبحة بعدها. تكشف المعلومات الأمنية لـ«الأخبار» أنّ معظم المشتبه فيهم الذين جرى توقيفهم خلال الأيام الماضية مرتبطون بشكل أو بآخر بـ«خلية الناعمة». ورغم توافر معلومات بشأن «نشاط هؤلاء في دعم المعارضة السورية بالسلاح والشباب»، إلّا أن الأجهزة الأمنية لم تتوقف عند هذه النقطة، بل تجاوزتها إلى ثبوت تورّط هؤلاء في توظيف نشاطهم المسلّح في الميدان اللبناني.
إزاء ذلك، استنفرت الأجهزة الأمنية كافة: استخبارات الجيش وأمن الدولة والأمن العام وفرع المعلومات. الأجهزة الأربعة تتنافس في ما بينها، فتجد أن كل واحد منها أمسك بطرف خيط يوصل إلى الدائرة نفسها. هكذا، نفض جهاز أمن الدولة الغبار عن نفسه. فنفّذ أول التوقيفات في ملف يتعلّق بالإرهاب.
أولى طرائده كان أيهم أ. (٢٠ عاماً) الذي أوقف في منطقة قصقص بناء على معلومات مسبقة بشأن شرائه كميات كبيرة من السلاح. وذكرت المعلومات أنّّه في الآونة الأخيرة كان يبحث عن مدافع من عيار ١٢٠ ملم ومتفجرات، كاشفة أنّه كان يبدي استعداده أمام تجار السلاح لشراء كميات السلاح والمتفجرات التي بحوزتهم مهما كانت، بشرط إيصالهم الكميات إلى بلدة عرسال حيث يتسلمها منهم هناك. وبعد رصده واستدراجه، أوقف أمام منزله، فصرخ مستنجداً «إنهم حزب الله يريدون اختطافي». تسلّمته مديرية الاستخبارات في الجيش أمس بناءً على إشارة مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني. وتشير معلومات الاستخبارات إلى وجود صلات بين الموقوف وشخصيات سياسية لبنانية، أبرزها أحد نواب عاليه، إضافة إلى ارتباطاته بشخصيات في المعارضة السورية ومشايخ سلفيين بارزين في صيدا والشمال. كما أشارت المعلومات إلى وجود ارتباط بين أيهم المذكور والموقوف د. أ. المشتبه فيه بوضع عبوة ناسفة على طريق المصنع.
في موازاة ذلك، دهم الأمن العام معملاً للبلاستيك في سنتر الروشة الجديد في منطقة الجناح، بحثاً عن مالكه أيمن ح. الذي تبيّن أنّه موقوف لدى أحد الأجهزة الأمنية منذ نحو أسبوع. وعلمت «الأخبار» أن الموقوف المذكور مشتبهٌ فيه في حيازة مواد تدخل في تصنيع المتفجرات، كان قد أمد بها مجموعة الناعمة وغيرها من المجموعات. وكشفت المعلومات أنّ شقيقه محمد ح. مطلوب لدوره في هذا المجال، علماً بأنّه متوارٍ عن الأنظار منذ مدة. أما بشأن مستجدات التحقيقات في ملف خلية الناعمة، فعلمت «الأخبار» أنّ أحد الأجهزة الأمنية كان بحوزته معلومات حول نشاط المشتبه فيهم بإعداد سيارة الناعمة منذ شهر أيار. وذكرت المصادر أنّ هؤلاء بعد أحداث عبرا ركزوا نشاطهم في منطقة الناعمة بعدما كان ممتداً إلى الشمال، لكنهم كانوا يترددون بشكل دوري إلى أحد المساجد في صبرا، حيث كانوا يلتقون أحد المشايخ السلفيين. وكشفت المصادر نفسها أنّ الموقوف فؤاد غ. وأحمد هـ. كان لا يزالان ينشطان بين صيدا وبيروت في إطار الجماعات السلفية الناشطة التي كانت ترتبط بالشيخ أحمد الاسير، لكن لم تؤكد المعلومات أن هؤلاء قد ترددوا إلى مخيم عين الحلوة. وقد ثبت أن أحد الموقوفين الثلاثة قد باع الأسير كمية كبيرة من قواذف الـ «أر بي جي» والأسلحة والذخائر. كذلك تحدثت المعلومات عن توقيف الشيخ محمد م. الذي ثبت ارتباطه بالخلية نفسها، علماً بأنه كان يتردد إلى أحد المراكز الطبية التي افتُتحت أخيراً في منطقة عائشة بكار، من دون أن يستقبل مرضى.
أما بشأن العلاقة بين فؤاد غ. والشيخ طارق م.، فقد أشارت معلومات قضائية إلى أن التحقيقات كشفت أنّ العلاقة بينهما ليست جيدة بسبب خلافات على جمع تبرعات. من جهة أخرى، أوقف السلفي محمد أ. الذي يملك متجراً في برج البراجنة، بعدما ثبت أنه يُجنّد شبّاناً ويُرسلهم للقتال في سوريا، آخرهم كانت مجموعة مؤلفة من ١٢ شاباً من صيدا وبيروت.
يذكر أنّ حالة من الهلع سادت صباح أمس في منطقة الصنايع، بالقرب من سينما أريسكو، بعد سماع دويّ انفجار إثر الاشتباه بسيارة كيا سوداء تحمل لوحة سورية، لكن تبيّن أن الدوي ناجم عن خطأ ارتكبه عسكري كبّر صاعق التفجير أكثر من اللازم لفتح قفل السيارة.