نهاية شهر تموز الفائت أوقفت دورية من استخبارات الجيش المدعو حسن حسين رايد في جرود بلدته عرسال. كان لدى المديرية معلومات «شبه مؤكدة» عن ضلوع رايد ومشاركته في زرع عبوتي مدخل الهرمل قبل ثلاثة أسابيع، إضافةً إلى مشاركته في جرائم أخرى ارتكبت في «وادي رافق» و«وادي حميد» بحق عسكريين ومدنيين من آل جعفر وأمهز.
في اليوم التالي لتوقيف رايد، اختطف يوسف المقداد وعادت موجة الخطف المضاد، لتجتمع عرسال بفعالياتها ومجلس بلديتها ومخاتيرها وتصدر بياناً تشير فيه إلى أن «التحقيقات مع حسن حسين رايد اثبتت انه شريك في ارتكاب جريمة وادي رافق مع المدعو عمر احمد الاطرش وسامي الاطرش، وبعض الاشخاص السوريين، وأن المدعو عمر احمد الاطرش أقدم على خطف شخص من آل المقداد في بلدة عرسال كرد فعل على ما اظهرته التحقيقات من تورطه في جميع جرائم القتل والخطف».
بيان أهالي عرسال في كشف أسماء «زعران البلدة» تقاطع مع ما أعلنه وزير الدفاع الوطني فايز غصن أمس، عما توصلت إليه تحقيقات مديرية الاستخبارات مع رايد، وكشف مشاركته في العديد من العمليات الإرهابية واطلاعه على إعداد سيارات مفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية. وإذا كان بيان عرسال قد جاء خالياً من أسماء عبيدة مصطفى الحجيري (نجل الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بأبو طاقية)، وأحمد عبد الكريم حميد وسامح البريدي وزهير أمون، الذين كشف تورطهم ومشاركتهم غصن في جرائم مختلفة، فإن مصادر في عرسال أكدت أن البيان خلا من تلك الأسماء لأنه لم يكن أحد يعلم بأنهم ارتكبوا تلك الأفعال، أو حتى شاركوا فيها، والتحقيقات الأمنية هي التي أظهرتها.
بعد بيان وزير الدفاع دان العراسلة الجرائم التي ارتكبها عدد من أبناء بلدتهم إذا ثبت ذلك. فعدد من أبنائها يرون أن بلدتهم «نبذت زعرانها» منذ أسبوعين، يوم اصدرت بيانها الشهير الذي «رفعنا فيه عنهم الغطاء العائلي لتتمكن الأجهزة الأمنية من توقيفهم، وحتى نرفع عن عرسال الضرر المعنوي الذي يلحق بنا مع كل حادثة في المنطقة والبلد بأكمل» بحسب ما تقول مصادر في عرسال. وتؤكد المصادر أن عمر الأطرش وشقيقه سامي وزهير أمون، من «سكان مشاريع القاع ولم يكونوا معروفين في عرسال، وأنهم انتقلوا إليها بعد اتجارهم بالسلاح في بداية الأزمة السورية». وتلفت إلى أن هؤلاء «غير موجودين في عرسال دائماً، وأنهم يقطنون جرود البلدة وبعض القرى السورية الحدودية، فيما الآخرون موجودون في عرسال، ومنهم عبيدة نجل أبو طاقية».
بدوره حسن الأطرش أحد وجهاء بلدة عرسال، رأى أن عائلته سارعت بعد جريمة وادي رافق إلى «هدر دم كل من عمر وسامي الأطرش ومن تظهره التحقيقات، إذا ثبت تورطهم فعلياً في كل تلك الجرائم»، مؤكداً أن عائلة الأطرش تعود اليوم أيضاً لتؤكد ما أعلنته سابقاً.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري كان قد أوضح لـ«الأخبار» أن أعضاء المجموعة «بيروحوا ع سوريا وبيجوا ع عرسال»، نافياً معرفته بأماكن وجودهم حالياً.وقال إنهم يعملون «لمصلحة النظام السوري لخلق فتنة بين عرسال وجوارها».