شقراء | عاد العريس حسين غملوش من كندا، على عجل من أمره، رفيقة عمره الجديدة في انتظاره. كانا قد اتفقا على يوم أمس، ليكون يوم زفافهما، أي بعد ثلاثة أيام على قدومه من كندا. أعدّت العروس زينب نفسها، حجزت في أحد فنادق بيروت، واشترت ثوب الزفاف، في انتظار الليلة الموعودة. عاد حسين إلى لبنان، نزل في منزل ذويه الذين هاجر معهم، الى أفريقيا. رجع الى لبنان ليكمل دراسته الأكاديمية، وهاجر من جديد الى الولايات المتحدة الأميركية التي أقام فيها سنوات طويلة، وحصل على الجنسية الأميركية، ثم انتقل الى كندا التي باتت مركز عمله الجديد كمدير لمكتب سفريات. قرّر حسين أن يُعدّ نفسه بنفسه ليوم الزفاف، خرج صباح الخميس الماضي، يوم الجريمة، من المنزل. توجّه الى أحد المحال التجارية، اشترى بذلة العرس، توجّه الى صالون الحلاقة في منطقة الرويس. دقائق قليلة فقط ووقع الانفجار، غاب عن السمع، بحث الأهل عنه في أكثر من مكان، الى أن عثروا على سيارته المحطّمة، وبذلته المكسوّة بغبار الحروب اللبنانية، التي كانت السبب الرئيسي لهجرته. على بعد أمتار من السيارة كان حسين وحلّاقه حسين بيضون قد سقطا شهيدين، لا أحد يدري عما تحدثا أثناء الحلاقة. نقل جثمان حسين عصر أمس الى مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل، ليوارى في الثرى الساعة الخامسة من عصر اليوم في جبانة بلدته شقرا. يذكر أن الشهيد غملوش مطلّق أيضاً وله أربعة أولاد من مطلقته، اثنان منهم في الكويت، والآخران في كندا. قصة غملوش والشهادة باتت على لسان أبناء شقرا، الذين هاجر معظمهم بحثاً عن العمل والأمان، بعدما شرّدهم العدوّ الاسرائيلي طويلاً، وهم لا يزالون منتشرين في دول العالم ينتهزون كل الفرص للعودة، بعدما بنوا منازلهم الفخمة، وأكثر من مرّة، في ربوع بلدتهم، كما فعل ذوو الشهيد غملوش وأقرباؤه، وفي كل مرّة يعود فيها الاحتلال ليدمّرها في حربه الجديدة.