عقب انتهاء بيان القوات المسلحة المصرية، نزل جماعة الإخوان الى الشارع للتظاهر على طريق الكورنيش في الإسكندرية. وفي الطريق لتغطية الاعتصام، كانت تنتشر الشائعات، تارة تتهم المؤيدين لمرسي بالتخريب، وتارة أخرى بأنهم متوجهون نحو المعارضين في سيدي جابر. في حين أن المشهد الحقيقي كان سيطرة حالة توزعت بين الإحباط والبكاء والذهول والدعوة للثبات في اعتصام الإسلاميين، والخوف من التعرض للهجوم أو الغدر بهم، مثلما حدث مع زملائهم في اعتصام ميدان «النهضة»، حيث قتل منهم 18 شخصاً في هجوم مباغت من مجهولين في وجود للشرطة.
في تلك الأثناء، ظهرت مجموعة تستفز المؤيدين وتفتعل الضجة من الجانب الغربي، عندها هرع المؤيدون إليها لوضع حواجز والتصدي لأي هجوم، وسُمع دوي خرطوش، وبدا المؤيدون منفعلين، قبل أن تحدث حالة من الكر والفر على مستوى محيط ميدان المسجد، حيث يوجد قرابة 6 مداخل، خصوصاً في الجانبين الغربي والخلفي. وحينها حاول بعض المؤيدين قطع طريق العيسوي على السيارات، لكن البعض تدخل ورفض هذا الأسلوب، وتركز بعد ذلك التوتر على المنطقة الغربية والجانب الخلفي قرب شركة الكهرباء، حيث وقفت مجموعتان متضادتان، قبل أن ينفرج الوضع بشكل جزئي بعد هتاف العقلاء «سلمية».
على الجانب الشرقي، كان هناك بعض التوترات والكر والفر، فيما احتدمت المواجهة على الجانب الغربي، حيث استخدمت الأسلحة. وكان المؤيدون يدافعون بالحجارة، رغم حوزة بعضهم للخرطوش والأسلحة البيضاء، في صدّ الهجوم على الجانب الغربي، الذي تساقط فيه عشرات الجرحى.
في ظل ذلك كله، جاء هجوماً مباغتاً لقوات من الشرطة من الجانب الشرقي، بصحبة عدد من المجهولين، مطلقين قنابل غاز وقنابل مسيلة للدموع الحارقة، أعقبها دوي طلقات، حينها هرع الناس إلى التفرق، فلجأ عدد منهم خاصة النساء والأطفال إلى داخل المسجد الذي يحتل منطقة عالية، لكن دخان الغاز وصل إلى أبواب المسجد، ليصاب العشرات بالاختناق ويحاصر المئات في محيط المسجد.
بعدها أصبت بحالة من الاختناق الشديد بسبب الغاز، كاد يفقدني حياتي قبل أن أستعيد توازني، التفت داخل المسجد لأجد خلفي سيدات وأطفال مصابين بهلع واختناق بينما كان يتمدد شاب على الأرض، وحوله أصدقاؤه يحاولون معرفة ما إذا كان على قيد الحياة. وبعد أقل من دقيقة، ساد البكاء الهستيري وتبين أن أحدهم توفي نتيجة طلق ناري، واسمه سهيل عمار. فيما سُمع من داخل المسجد، دوي طلقات وصراخ، وسط اصوات تعلن عن سقوط قتلى. في هذا الوقت، سارع بعض الشباب في تهريب الموجودين في المسجد من باب يطل على شارع خلفي.