رفضت إسرائيل ترحيب الغرب بانتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً لإيران، والمواقف المعلنة عن الأمل بإمكان التوصل الى تسوية معها، وشددت على أن شيئاً لم يتغير، ويجب الابقاء على الضغوط والعقوبات الى أن تغير طهران سياساتها. ووجه رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، انتقادات شديدة لردود الفعل الغربية المرحبة بانتخاب الشيخ روحاني رئيساً للجمهورية الاسلامية، وأكد ضرورة عدم بث أوهام النفس بهذا الانتخاب.

وفي مستهل جلسة الحكومة الاسرائيلية أمس، توجه نتنياهو الى المجتمع الدولي، داعياً إياه الى عدم الاستسلام للأماني الطيبة»، وضرورة عدم تخفيف الضغط على إيران من أجل وقف برنامجها النووي.
ولفت نتنياهو الى أن «حاكم إيران منذ البداية رفض ترشيح الذين لا يتلاءمون مع رؤيته المتطرفة، ومن ضمن الذين سُمح بترشيحهم تم انتخاب المرشح الأقل تماثلاً مع النظام»، مشيراً الى أن المسألة حتى الآن تتعلق بشخص يسمي دولة إسرائيل «الشيطان الصهيوني الكبير»، في إشارة الى الوصف الايراني للدولة العبرية.
وفي محاولة للالتفاف على أي ترحيب أو آمال قد يطلقها الغرب تجاه امكانية التوصل الى اتفاق مع ايران على خلفية برنامجها النووي، في ظل رئاسة روحاني، أكد نتنياهو ان «انتخاب روحاني لا يغير شيئاً من ناحية البرنامج النووي، إذ إن الحاكم في ايران هو القائد الأعلى، والرئيس لا يقرر السياسة النووية».
وأعاد نتنياهو تأكيد مواقفه السابقة، بأنه كلما ازداد الضغط على ايران ازدادت فرص صد برنامجها النووي الذي يبقى التهديد الأكبر للسلام العالمي.
وفي محاولة للاستدلال على صحة مواقفه ورؤيته، وضرورة الاتكال فقط على التهديد بالخيارات العسكرية ضد ايران، ذكّر نتنياهو بأنه «قبل خمس عشرة سنة انتخب رئيس آخر (السيد محمد خاتمي) اعتُبِر في الغرب معتدلاً نسبياً، لكنه لم يُحدث تغييراً في السياسة العدوانية لإيران».
في المقابل، شدد نتنياهو أيضاً على أن الأمر الوحيد الذي دفع ايران خلال السنوات الماضية الى تجميد برنامجها بشكل مؤقت كان خشيتها من عملية عسكرية ضدها في عام 2003.
مع ذلك، أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية أن المعيار الوحيد إزاء إيران هو اختبار الأفعال، و«إذا استمرت في إصرارها على تطوير برنامجها النووي، فإن الرد ينبغي أن يكون واضحاً، وهو إيقاف البرنامج النووي بأي طريقة».
من جهته، رأى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، رداً على سؤال وجهته اليه وكالة «رويترز»، أن روحاني «لن ينتهج تلك السياسات المتشددة، ولا أعرف إن كان قد حدد سياساته، لكن أثق بأنها ستكون أفضل، ولهذا انتخبه المواطنون» الايرانيون، رغم أنه عاد ودعا الى الحكم عليه من خلال أفعاله.
مع ذلك، أكد بيريز أن نتيجة الانتخابات في ايران «فاجأت جميع الخبراء وكل التكهنات، وهو أمر محيّر حقاً»، مشيراً الى أن «ثمة قوى خفية على ما يبدو لم نلحظها، أو أنه تم تقديرها بشكل خاطئ». وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه يعلون، الموجود حالياً في الولايات المتحدة، أكد قبل إعلان هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية الايرانية، أن إيران «لن تغير سياستها النووية». وأعرب عن قلقه الكبير من التقدم الايراني في المشروع النووي «وقلقون مما لا نعرفه»، مشدداً على وجود مؤشرات على تقدم إيراني نحو «دولة حافة نووية»، والمسألة برمتها باتت متعلقة بهم فقط، إذا أرادوا أن يصبحوا دولة نووية.
في السياق نفسه، رأى وزير الجبهة الداخلية، غلعاد اردان، أن فوز روحاني برئاسة الجمهورية الايرانية قد يحمل نتائج سلبية بالنسبة إلى إسرائيل، من خلال تخفيف الضغوط الدولية على البرنامج النووي الايراني.
ورأى اردان، المقرب من نتنياهو، في مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون العبري، أن «انتخاب روحاني يمكن أن يقود المجتمع الدولي الى التراخي مع ايران»، والحديث عن أن «كل شيء بات على ما يرام في ايران، وبالتالي التخلي عن الضغوط ضدها».
من جهته، وصف رئيس حزب كديما، شاؤول موفاز، الرئيس الايراني المنتخب بأنه أكثر المرشحين الى الرئاسة الايرانية اعتدالاً، مضيفاً في مقابلة مع القناة الثانية الاسرائيلية أن «الايرانيين عبّروا من خلال انتخابه عن رغبتهم في التغيير.. لكن في ما يخص إسرائيل، فلن يحصل تغيير مهم، لا على صعيد البرنامج النووي، ولا على صعيد دعم حزب الله، وأيضاً لا تغيير في سياسة إيران تجاه الازمة في سوريا». أما وزير البيئة عمير بيرتس، فقد دعا الى مواصلة العمل لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، معرباً عن أمله بأن يعمل الرئيس الايراني الجديد من أجل الدخول في حوار حقيقي مع الدول الغريبة.
بدوره، الوزير عوزي لانداو من حزب الليكود طالب بضرورة العمل بحزم ضد إيران، وأن «لا نسمح لها بامتلاك القنبلة النووية مستغلة عباءة الاعتدال».
في الاطار نفسه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية، يغال بالمور، أنه «بعد الانتخابات، ستُحاكم إيران وفقاً لأفعالها في المجال النووي والارهاب»، مضيفاً أن «البرنامج النووي كان حتى الآن خاضعاً للقائد الاعلى علي خامنئي، وليس للرئيس». وقال إن «على إيران احترام مطالب المجتمع الدولي وإيقاف البرنامج النووي، والكف عن الارهاب الذي تنشره طهران حول العالم».