تحدث وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفان أوبرايان، عن «معاناة فادحة» يتعرض لها الشعب اليمني جراء الحرب المستمرة منذ ٢٦ آذار الماضي، مؤكداً أن «غالبية الضحايا في صفوف المدنيين يسقطون جراء الغارات الجوية للتحالف السعودي الذي لا يستثني أحياناً مقر البعثات الدبلوماسية وسفن الإغاثة من الغارات أو من المضايقة». وأكد أن مليوني نسمة يعانون سوء تغذية شديدا ويحتاجون لمعونات سريعة. وأعرب أوبرايان عن الأمل في أن يقدم المجتمع الدولي ١،٨ مليار دولار لتمويل معونات إنسانية عاجلة.وفي جلسة عقدها مجلس الأمن أمس بطلب من روسيا لبحث الوضع في اليمن، قال أوبرايان إن «نصف القتلى في اليمن تقريباً هم من المدنيين»، ووصل عددهم الإجمالي إلى نحو ٦٠٠٠ منذ نشوب الصراع، في وقت جرح فيه ٥٦٥٩ مدنياً، وبلغ عدد الضحايا في صفوف الأطفال ٧٠٠ وأكثر من ألف جريح».
وقدر أوبرايان العدد الإجمالي للقتلى والجرحى بنحو ٣٥ ألفاً «على أقل تقدير». وأضاف أن ٢،٧ مليون يمني اضطروا إلى ترك منازلهم، فيما يعاني ٧،٢ ملايين يمني انعدام الأمن الغذائي. وبلغ سوء التغذية مستوى حرجاً لدى مليوني يمني جلهم من الأطفال والنساء والمرضعات.
وتحدث عن نقص فادح في الأدوية وغياب المداخيل عن اليمنيين وتدمير موارد رزقهم وتدمير أكثر من ٦٠٠ مركز طبي ومستشفيين، أحدهما في صعدة والآخر في نهيم القريبة من صنعاء.
كذلك، أشار المسؤول الدولي إلى المدارس التي لم تسلم من التدمير والاحتلال ما أدى إلى بقاء ١،٨ مليون تلميذ خارج المدارس منذ آذار الماضي، ليصل العدد الإجمالي إلى ٣،٤ ملايين تلميذ وطالب. وباتت ١١٧٠ مدرسة غير صالحة للتدريس سواء بسبب التدمير أو إحتلال النازحين والمسلحين لها.
التحرك في مناطق سيطرة «القاعدة» محفوف بالمخاطر ولا سيما في حضرموت وعدن

أوبرايان تحدث أيضاً عن انقطاع المياه عن ٩٠٠ ألف يمني جراء الغارات والقصف المدفعي. وأشار إلى قصف «التحالف» بغارة جوية الأسبوع الماضي لخزان في صنعاء، أدى الى قطع المياه عن ٤٠ ألف نسمة، وأدت الغارة إلى تدميره بالكامل.
وتحدث أوبرايان عن صعوبة إيصال المساعدات، فقال إن غارة لطائرة من طائرات التحالف السعودي، الأحد الماضي، استهدفت مبنى يبعد ٢٠٠ متر عن مركز نقل دبلوماسي يأوي موظفي الأمم المتحدة ودبلوماسيين.
وأضاف أن المعونات التي تصل إلى عشرات الآلاف من المواطنين «لا تكفي»، معبراً عن قلقه من انحسار الحيز الذي تستطيع فيه وكالات الإغاثة التحرك داخل اليمن. واتهم «الحوثيين» وحلفاءهم بـ«التقلب» في موضوع السماح بدخول المعونات إلى كل من إب وتعز وصعدة.
وأشار إلى أن التحرك في مناطق سيطرة «القاعدة» محفوف بالكثير من المخاطر، ولا سيما في حضرموت وعدن التي قال عنهما إن حالة من انعدام الأمن تسود فيهما.
وأكد أن دخول المساعدات إلى تعز في ٢٢ كانون الثاني الماضي، لكنه لفت إلى أن المحافظات الشمالية، تشكو من صعوبة بالغة في إيصال المعونات، وخصوصاً بعد إصدار التحالف السعودي إنذار بهذا الخصوص لموظفي الإغاثة بمغادرتها.
وأكد أن البلاغات التي صدرت أخيراً من السعودية المتعلقة بموظفي الإغاثة وسلامتهم في مناطق سيطرة «الحوثيين»، «ألحقت أذى بتخطيط وكالات الإغاثة ما تسبب بتعطيل حركة قوافل مهمة خلال الأسبوعين الماضيين».
وأضاف أن ذلك جاء بعد منع منسق المعونات الإنسانية الإقليمي في ١٧ كانون الثاني من قبل السعودية من الدخول. كذلك، في ١١ شباط، منعت السفينة «مينبورت سيدار» المستأجرة من قبل برنامج الغذاء العالمي، التي كانت تنقل مؤن إلى مكاتب الأمم المتحدة في عدن ومتوجهة إلى جيبوتي، من التوقف في ميناء الحديدة في الطريق. وجرى تحويل مسارها إلى ميناء جيزان على يد القوات السعودية.
وذكر أوبرايان كل الأطراف بواجباتهم أمام القانون الإنساني الدولي بتيسير إيصال المساعدت الإنسانية إلى كل المناطق اليمنية، مؤكداً عزم الأمم المتحدة على مواصلة إيصال المعونات بواسطة الآليات المتاحة في الرياض وصولاً إلى كل المناطق، ومن ضمنها صعدة وإب والحديدة وعدن.
وأكد أوبرايان أن آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (أونفيم) باتت عاملة بصفة رسمية، وهي ستسهم في إيصال المعونات إلى كل المناطق بما فيها تلك غير الخاضعة لسلطة حكومة عبد ربه منصور هادي.
وشرح أوبرايان أن الأمين العام طلب رسمياً من الحكومة اليمنية ومن التحالف الذي تقوده السعودية تعيين مندوبين عنهم للجنة التوجيه في موعد أقصاه ٢٢ شباط الحالي.
وستعمل الآلية لمدة ستة أشهر من جيبوتي وتنتقل إلى عدن أو صنعاء عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك. وسيكون لـ«أونفيم» مكاتب في دبي وجدة وصلالة لكي تعمل مع السلطات المعنية.
ووعد أوبرايان بإطلاق خطة استجابة إنسانية جديدة في جنيف بعد يومين تطلب مليارا و800 مليون دولار من أجل تلبية الأوضاع الإنسانية الحرجة بما في ذلك نقل أغذية لتسعة ملايين يمني، ومياه ووسائل صحية لـ٧،٤ ملايين ومعونات طبية لـ١٠،٦ ملايين نسمة ووسائل تخفف وطأة سوء التغذية الشديد لدى السكان. وختم بطلب العمل السريع من أجل وضع حد لهذه الحرب المدمرة والتوصل إلى حلول سياسية عاجلة لها.