ابتكرت صباح ستايلاً خاصاً بها اعتمد على الترف والغلامور والباروك، فظهرت كنجمات هوليوود. طولها ومقاساتها كانت أقرب إلى عارضات الأزياء ما ساعدها على ارتداء كل القصّات والتصاميم حتى السراويل والشورتات مع الجزمات الطويلة. لم تكن تخاف من أي لون، وخصوصاً أنّها كانت تتمتع بسحنة بيضاء صافية وشعر ذهبي. فارتدت كلّ الألوان: الأسود، والأبيض، والذهبي، والزهري، والأحمر، والتوركواز، والأخضر، والأزرق. كما كانت ترتدي الفرو، والريش، والبرق، والكثير من الأكسسوارات الفخمة التي تمنحها تألقاً لافتاً.
استعانت «الصبوحة» بالمصمّم اللبناني جوزف هارون الذي كانت أزياؤه أشبه بلوحات فنية. بعده، صممّ لها وليام خوري على مدى أربعين عاماً أجمل فساتينها البرّاقة والمزخرفة مع الأكسسوارات ذات الحجم الكبير.
أكسسوارات ارتدتها في الأفلام والحفلات والمهرجانات. من أجمل فساتينها التي ستبقى دائماً في الذاكرة، فستان السمكة التي ارتدته في فيلم «إزاي أنساك» (1956 ــ تأليف علي الزرقاوي، وإخراج أحمد بدرخان) مع فريد الأطرش وغنّت فيه «أحبك ياني»، كما فستانها الأبيض العرائسي الذي ارتدته في فيلم «شارع الحب» (1958 ــ تأليف يوسف السباعي، وإخراج عز الدين ذو الفقار) مع عبد الحليم حافظ. كان وليام خوري يختار لها الفساتين الطويلة المُترفة على شكل عباءات شرقية، ويزوّدها بأكسسوارات أو تيجان فخمة لتبدو كالإمبراطورة. ولا يمكن أن ننسى الفستان الأخضر بأكمامه الطويلة المغطّى بالليرات الذهبية الذي ارتدته في «مهرجانات بعلبك الدولية» وغنّت فيه «عالندّا الندّا».
استعانت بالمصمّم اللبناني جوزف هارون الذي كانت أزياؤه أشبه بلوحات فنية


وليام خوري الذي ابتكر لصباح ستايل الإمبراطورات وصمّم أيضاً لإمبراطورة إيران فرح ديبا، كان يُدرك أهمية صباح وتميّزها.
لذلك، كانت تصاميمه مزيجاً من الترف والأناقة والغلامور. ومن بين المصممين الذين تعاملت معهم صباح، هناك أيضاً فؤاد سركيس، وزهير مراد، وآخرون.
أما الشعر، فكانت لكلّ مرحلة تسريحتها. فـ«الصبوحة» المعروفة بعشقها للموضة والجمال، لوّنت شعرها بالأشقر الفاقع في مرحلة الستينيات، ما زادها تألقاً وميّزها عن بقية النجمات. في هذا السياق، تعاملت مع جوزف غريب في السنوات الأخيرة، ولناحية الماكياج أيضاً. علماً بأنّ غريب هو أحد أصدقائها المقرّبين.
كانت الأسطورة تعتمد ماكياجاً رومانسياً هادئاً في أفلام الأبيض والأسود يناسب تلك المرحلة. بعدها، اعتمدت الماكياج القوي والألوان البرّاقة، وخصوصاً على العينين لتكبير حجمهما.
أناقة صباح لم تكن تعكس أرستقراطية كلاسيكية كالتي ميّزت نجمات أخريات أمثال مديحة يسري، وليلى فوزي، ومريم فخر الدين. كذلك، لم تكن أزياؤها دليلاً على استعلاء أو أنطواء، بل بقيت قريبة من الناس، وأحبّتهم مثل حبّها للحياة.