قلةٌ قليلةً في لبنان لا تعرف مروان عبادو، صاحب أغنية «القمر كنو» التي اجتاحت العالم معلنةً ولادة صوتٍ فني ملتزم. يطلّ الفنان الفلسطيني في العيد التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني ولو بمشاركةٍ «رمزية»، كما يشير إلى «الأخبار». لكن هذه المشاركة الرمزية تأتي لأسبابٍ كثيرة تعنيه شخصياً، وخصوصاً أنه ابن بيروت (ولد فيها 1967 وهاجر منها في 1985 إلى النمسا) التي شكّلت جزءاً كبيراً من وعيه. يشير إلى أنَّه «اليوم آتي بصوتي إلى احتفالية الحزب لأضمه إلى الذين أبقوا فلسطين في قلوبهم». الحزب كان ولا يزال محافظاً على بوصلته تجاه القضية الفلسطينية وفق عبادو. وفي هذا الأتون الملتهب طائفية مقيتة، يؤكد عبادو أنه يتواجد اليوم مع الذين «يبقون على علمانيتهم»، مركزاً على أنَّ «العدالة في المجتمع ليست هبة إلهية بل شيءٌ يجب النضال من أجله».
ويتذكر علاقته بالحزب الشيوعي التي تعود إلى احتفالية الحزب بذكراه «الستين» حين كان يشارك «كجمهورٍ شبابي»، وكان الضيف المغنّي آنذاك هو الشيخ إمام الذي كان واحداً من أهم فناني اليسار في عصره «خرجنا آنذاك ونحن فاقدون لأصواتنا من كثرة الحماسة في الغناء والترديد مع أغنيات الشيخ، وخصوصاً أن فلسطين لم تغب عن برنامجه».

عبادو المقيم في النمسا منذ أكثر من 28 عاماً، يأتي إلى لبنان لإقامة ورشات عملٍ موسيقية في «رياض الأطفال» في مخيمات شاتيلا، عين الحلوة، البص، البرج الشمالي والبداوي، بهدف تعليم الأطفال الموسيقى. وتعقب ذلك حفلة منفردة في «مترو المدينة» (31/10) تحت عنوان «روشنة» وهو اسم ألبومه الأخير الذي قدّمه في بيروت قبل مدّة، وهو إشارة متعددة إلى نقاط عدة منها منطقة «الروشة» التي يسكنها أهله، وكتعبير خاص لتوصيف «هجرته» الطويلة ورحلته.



يتضمن الألبوم أعمالاً قريبةً من أسلوبه الموسيقي المعتاد الذي يهوى استعمال آلة العود بشكلٍ حثيث. يمارس عبادو هوايته المحببة في اعتلاء المسرح وحيداً (فعلها في السابق في ألبومه المنفرد «ابن الجنوب» عام 1996، وفعلها مرة أخرى خلال حفلة إطلاق ألبومه «روشنة») وهي الطريقة نفسها التي يتوقع أن يشارك فيها ضمن احتفالية الحزب، أي من دون فرقة، «بصوته وعوده» فقط.

مروان عبادو: 24 ت1 (أكتوبر)