في القسم الثاني من كتاب «اللحن الثائر»، يوثّق العميد المتقاعد جورج حرّو جميع المقطوعات الموسيقية التي لحنها الأخوان فليفل، ويفنّدها وفق اللون والمضمون: أناشيد وطنية، أغنيات أطفال، أناشيد دينية واسكتشات، مع تخصيص الفصل الأول للإضاءة على تجربة الأخوين في موسيقى السَيْر أو «المارش». يأتي ذلك بعد تعريف هذه الموسيقى وشرحها بأسلوب علمي يتضمن عرضاً للمقامات والآلات الموسيقية التي تستخدم لعزفها، ويقدّم نبذة تاريخية عن منشئها.
يُظهر العميد حرّو تأثّر الأخوين فليفل بمدرسة موسيقى السير الفرنسية، فتجربتهما في هذا الإطار كانت الحجر الأساس في تأسيس فرقة موسيقى الدرك والجيش اللبناني. كما يقدم الكاتب في فصل آخر تحليلاً موسيقياً شاملاً لأعمال الأخوين، عارضاً نماذج وأمثلة لجمل موسيقية من تأليفهما، منطلقاً من تأثرّهما بالحضارتين العثمانية والفرنسية.
يتضمّن الكتاب أكثر من فهرس لأعمال الأخوين فليفل، بمثابة مراجع مفصّلة بأسماء جميع الشعراء الذين تعاونوا مع فليفل، وبحسب توزيع الآلات الموسيقية التي تم توظيفها. كما يقسّم أعمال الأخوين بحسب النوع بين ديني، وتربوي، وطني، واسكتشات وللأطفال. ويتضمن أوراق نوتة لأعمال قديمة من أرشيف الأخوين، منها ما يعود الى حقبة فاروق ملك مصر وفيصل الثاني ملك العراق، توثّق كلمات لحنّها الأخوان تحية للملكين. في مبادرة أخرى لا تقل أهمية عن الكتاب الذي يحفظ ويكرّم مسيرة الضابطين الموسيقيين، تصدر أربع أسطوانات تجمع أعمال الأخوين فليفل الموسيقية، وتأتي لتكمل خطوة تكريمهما عبر تثبيت اسمهما على العديد من الأعمال التي لا يعرف الجمهور أنّها من تلحينهما.
الأسطوانة الأولى تجمع 14 نشيداً صنفّت في خانة "الأناشيد الوطنية". إلى جانب النشيد الوطني اللبناني (رشيد نخلة ولحن وديع صبرة) الذي لم يضعا لحنه، لكنهما ساهما فيه وفي إرساء تقليد إنشاده صباحاً في المدارس الرسمية بعد النشيد الفرنسي إبان فترة الانتداب، تتضمن الأسطوانة نشيد "موطني" (ابراهيم طوقان)، و"إن لبنان لنا" (جورج غريّب)، و"نحن الشباب" (بشارة عبدالله الخوري) ونشيد «الإستقلال» (شبلي الملاط).
الأسطوانة الثانية تضمّ 16 نشيداً تجمع الأناشيد العربية منها "لبيك عبد الناصر" (سليمان العيسى)، و"الفدائي" (ابراهيم طوقان)، و"نسور العرب" (سعيد عقل). أما الأسطوانة الثالثة فتندرج ضمن اللون التربوي والديني منها "ها أنا لبنان (سعيد عقل)، «يا ناقتي سيري ولاح وجه طفل عيسى» (مجهول) و«لحن الشباب والرياضة». وأخيراً، تحوي الأسطوانة الرابعة، الأغاني التي ألّفاها للأطفال كقصة "الجزرة المضحة" الكبيرة الحجم التي تتعاون العائلة بكامل أفرادها لاقتلاعها، و"قديش كنا يا عيوني"، "وجدتي" للشاعر أحمد شوقي.