في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، ورد خبر من ريف إدلب يفيد عن «مقتل المدعو أبو دجانة المالديفي من جزر المالديف وهو أحد مسلّحي «جبهة النصرة» في معرّة النعمان»، «المالديفي»؟ لطالما كانت جزر المالديف مرادفاً لعطلة صيفية على شواطئ جميلة هادئة في المحيط الهندي، لكن الأخبار الآتية من هناك في الفترة الأخيرة بدأت ترسم مشهداً آخر في الأذهان.
فتلك الجزر الآسيوية الجميلة، باتت، حسب صحيفة «ذي إندبندنت»، مقراً لتوظيف وتدريب متطرّفين قبل إرسالهم الى العراق وسوريا للانضمام الى التنظيمات المتشددة المقاتلة هناك، ولا سيما تنظيم «داعش».

حوالى ٢٠٠ مالديفي يقاتلون في سوريا والعراق حالياً

جنّة السياحة باتت وفق وصف الصحيفة البريطانية «جنة الجهاديين» و«الأرض الخصبة لتجنيد مقاتلي داعش». هذا الكلام، أكّده للصحيفة رئيس المالديف السابق محمد نشيد الذي قال إن حوالى «٢٠٠ مالديفي يقاتلون في سوريا والعراق حالياً (...) أغلبيتهم ممن خدموا سابقاً في الجيش المالديفي». وقد قُتل أربعة منهم على الأقلّ في سوريا والعراق خلال الأشهر الستّة الماضية، حسب الصحيفة. كذلك شهدت العاصمة ماليه الأسبوع الماضي تظاهرة مؤيدة لـ«داعش» تطالب بتطبيق حكم الشريعة في الجزر. الرئيس السابق حذّر من «تدهور الأوضاع في الجزر»، وادّعى أن «هناك علاقة تربط الجهاديين بالجيش والشرطة» وأن «لدى تلك التنظيمات أشخاصاً محسوبين عليها في مواقع استراتيجية في كلا السلكين». وأضاف إن «الجيش المالديفي يدرّب بنفسه عناصر تلك التنظيمات على أراضي الجزر، قبل أن يرسلوا للقتال في سوريا والعراق».
تقارير استخبارية أميركية أكّدت أخيراً أن هناك «روابط باتت تجمع المالديفيين بالمتطرفين العنفيين حول العالم»، تردف الصحيفة.
نشيد لفت الى أنّ هناك «صعوداً بارزاً للإسلام المتطرف في الجزر سببه ضخّ الأموال السعودية لبناء الجوامع ونشر الفكر الوهابي بين أهالي الجزر».
لكن، ماذا عن السياحة في تلك الجزر؟ يقول الرئيس السابق إنّ الجميع «يحرص على عدم المسّ بهذا القطاع المهم جداً لأنه يدرّ الكثير من الأموال لكلّ الأطراف، ويسمح بتوظيف المقاتلين وتدريبهم وتمويل الحكومة وتأمين غطاء جيد لغسيل أموال تلك التنظيمات المتطرفة».