مع أنّ الهدنة المعلَنة في السودان صمدت نسبياً لمدّة ثلاثة أيام، إلّا أنها لم تمنع تمدّد حالة الاقتتال والانفلات الأمني في أنحاء البلاد، ولا سيما في العاصمة الخرطوم وولاية غرب دارفور، حيث بدأت تُفرّخ المجموعات التي «تكبّ» السلاح بين أيدي المواطنين. حالةٌ تشي بأن شبح السيناريوات الأكثر قتامةً لم ينزح بعد، على رغم انفتاح نافذة للتفاوض، ولا يزال من غير الواضح ما يمكن أن تفضي إليه، في ظلّ تضارب مواقف أطراف النزاع وتبدّلها، ومحافظتهم على السلبية عينها تجاه بعضهم البعض. وفي خضمّ هذا التخبّط، يزداد الوضع الإنساني كارثيةً، ولا سيما مع تصدّر تجار الأزمة المشهد، ومحاولتهم استغلال الوضع بصورة أدّت سريعاً إلى فقدان أغلب المواد الأساسية من الأسواق