في الذكرى الـ75 لقيامها المشؤوم، لا تبدو دولة الاحتلال في أحسن حالاتها البتّة؛ إذ إلى جانب التهديدات المتعاظمة في بيئتها الاستراتيجية، ثمّة تهديد، قد يكون أشدّ خطورة، محدقٌ بها من الداخل، ولا يفتأ يهزّها ويقرّبها أكثر فأكثر من حافّة «حرب الإخوة» التي يخيّم كابوسها على النُخب الإسرائيلية. صحيح أن طرفَي الصراع قد يتوصّلون في نهاية المطاف إلى «ربط نزاع» مؤقّت يجنّب الكيان نزالاً سياسياً وجماهيرياً جديداً على غِرار ذلك الذي أعقب إقالة يوآف غالانت، إلّا أن ما تَقدّم لن يعني بحال من الأحوال انتهاء الأزمة، بل هي ستتأجّل فقط، ريثما تتجدّد بصورة أكثر عنفاً وشمولية. ولعلّ ممّا يعزّز تلك التقديرات، هو أن المتديّنين الذي يقودون «الثورة» اليوم، سيتحوّلون في غضون عقود قليلة إلى أغلبية عددية، مع ما يعنيه هذا من فاعلية أكبر وتأثير أوسع نطاقاً