لم تكن الجلسة الأخيرة للجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني، والتي عقدت مساء أول من أمس الاثنين، على صورة كل الجلسات السابقة التي شهدتها أروقة مركز قيادة اللعبة طوال موسمٍ طويل وشائك لم يخلُ من المشكلات المتفرّقة.هذه الجلسة كانت ستحدد مصير الموسم أي اسم البطل والخطوات المقبلة لتفادي تكرار ما عرفه مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية من شغب جابت صورته العالم أجمع بفعل الصورة البشعة التي بدا عليها الملعب حيث تحوّل العرس الكروي الختامي إلى مأساةٍ حقيقية لا شك أنها أضرّت بالكرة اللبنانية.
من هنا، كان لا بدّ أن يذهب الاتحاد إلى اجتماعٍ سريع لمناقشة ما حصل وارتداداته الآنية والمستقبلية، وذلك خلال جلسةٍ علمت «الأخبار» أنها لم تكن هادئة بل عاصفة وخصوصاً أن غالبية الأعضاء أبدوا انزعاجاً شديداً حيال ما تردّد عن تعليق زميلهم ناصر عدرة لعضويته، وبسبب ما اعتبروه دوراً لعبه في ما حصل من خلال نزوله إلى أرضية الميدان معترضاً بقسوة على حكم المباراة، وهي مسألة رأى البعض أنها أسهمت بشكلٍ أو بآخر في زيادة الغليان.
بطبيعة الحال، الترقب كان كبيراً لا لما حصل من نقاشات بل في ما خصّ المقررات، وخصوصاً أن ما شهده ملعب جونية كان منعطفاً خطيراً يمكن أن يودي إلى نتائج كارثية على اللعبة عامةً. لذا ذهب الاتحاد إلى ما يمكن اعتباره «الجزء الأول» من المقررات لحسم النتيجة الفنية للقمّة المعطّلة، معلناً فوز العهد بلقب الدوري، واعتبار الأنصار خاسراً (0-3) بعد تعطيل جمهوره للمباراة، إضافةً إلى شطب 3 نقاط من رصيده، ليستقر في المركز الثالث (29 نقطة) خلف العهد (36 نقطة) والنجمة (34 نقطة) على التوالي.

المزيد من العقوبات
لكن بمجرد ذكر إحالة تقرير مراقب مباراة الأنصار والعهد إلى اللجنة التنفيذية يعني أن المزيد من القرارات ستكون مرتقبة في الأيام المقبلة، وتحديداً بعد عودة الوفد الاتحادي اللبناني من كونغرس «الفيفا» الـ 73 الذي سيقام غداً في كيغالي عاصمة رواندا، حيث يُنتظر أن يقرّ الاتحاد حجم العقوبة بحق جمهور الأنصار الذي قد يُبعد عن الملاعب لـ 5 مباريات على الأقل، إضافةً إلى حجم الغرامة المالية المتوقّع أن تكون كبيرة بعيداً من تكاليف الأضرار التي لحقت بملعب جونية.
وفي موازاة الكلام التصعيدي الذي صدر أوّلاً من خلال بيان نادي الأنصار، ومن ثم من قبل رئيسه النائب نبيل بدر خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات العربية، علّق مدير الفريق بلال فراج في اتصالٍ مع «الأخبار» على القرارات بقوله: «هو الظلم بحدّ ذاته، إذ بات من الواضح أن هناك تصويباً مباشراً على نادينا انطلاقاً من خلفياتٍ معيّنة. اسأل اليوم لماذا تمّ إيقاف مباراة الأنصار والنجمة ومن ثم استكمالها في يومٍ آخر على رغم تعطيل جمهور الأخير لها لا جمهورنا، بينما تمّ تخسيرنا مباشرةً ومن دون اتخاذ أي إجراء مماثل؟». وأضاف: «الواضح أن استهداف الأنصار مستمرّ، لكننا لن نسكت بعد الآن، ولن نتنازل عن حقوقنا، وستكون لدينا خطوات عالية السقف في الأيام القليلة المقبلة».
المزيد من العقوبات تنتظر الأنصار واللعبة تخسر جمهورها في كأس لبنان


الدوري من 14 فريقاً؟
هذا وقد بحـثـت اللـجـنـة الـتـنـفـيـذيـة فـي أعـمـال الـشـغـب الـمـتـكـررة الـتـي رافـقـت مـبـاريـات الـدوري، إذ إن لقاء الأنصار والعهد لم يكن الوحيد الذي شهد عنفاً، والدليل تغريم الإخاء الأهلي عاليه 25 مليون ليرة بسبب ما أقدم عليه جمهوره عقب اللقاء مع الحكمة، والذي هبط على إثره إلى الدرجة الثانية. كما أن مواجهة الصفاء وضيفه السلام زغرتا شهدت حادثة خطيرة عندما أطلق أحدهم النار من مسدسٍ حربي من على سطح مبنى مجاور لملعب الفريق المضيف!
لذا وبعد تفاقم الأوضاع وارتفاع حالات التصرفات غير المسؤولة قـررت اللـجـنـة الـتـنـفـيـذيـة دعـوة رؤسـاء أنـديـة الـدرجـة الأولـى للاجـتـمـاع والـتـبـاحـث فـي هـذه الأمـور بعد ظهر الثلاثاء المقبل، وهو اجتماع مهم، إذ إنه بات مطلوباً أن تلعب الإدارات دوراً في التهدئة لا في تجييش الجمهور بحسب ما ذكر عضو اتحادي، وخصوصاً بعد تحميل الاتحاد جزءاً مما حصل متهمين إياه بالتقصير في عملية التنظيم.
كل هذا دفع إلى اتخاذ قرارٍ لتنفيس المشكلات المتراكمة وتدارك الأسوأ مع استكمال مسابقة كأس لبنان ابتداءً من يوم الجمعة المقبل، حيث ستقام كل المباريات من دون جمهور، ما يعني أن اللعبة عامةً دفعت ثمن أفعالٍ قامت بها مجموعة لم تحسب أي حساب للضرر الذي أصابت من خلاله فريقها، ولا بما يمكن أن يحلّ باللعبة التي تكافح يومياً للبقاء على قيد الحياة ولتأمين المساحة الكفيلة بإقامة مبارياتها وسط تحوّل الملاعب إما إلى منشآتٍ مهجورة أو غير صالحة للعب.
أما الملف الساخن الآخر الذي يترقبه الجميع فهو ما ذكره أحد البنود حول عدم تثبيت نتيجة مباراة الصفاء والسلام زغرتا وإحالة تقرير المراقب إلى اللجنة التنفيذية، ما يعني أن الصورة لعملية الهبوط غير نهائية، ما دفع الكثيرين إلى الخروج بتوقعات تشير إلى إمكانية إلغاء الهبوط ورفع عدد الفرق في الموسم المقبل إلى 14 فريقاً، لكن من دون ذكر الأسباب التي يمكن أن تدفع الاتحاد إلى اتخاذ قرارٍ بهذا الشأن إلا إذا كانت هناك معطيات لا يعرفها الكل، أو هناك مؤشرات وخيوط يمكن أن تفضي إلى الخروج بأسبابٍ موجبة لعدم إسقاط السلام وربما الإخاء الأهلي عاليه الذي تمّ تثبيت نتيجة مباراته مع الحكمة (1-2)، والتي سقط على إثرها إلى دوري المظاليم.
بكل الأحوال، كرة القدم عامةً تمرّ حالياً بمرحلةٍ حرجة، ولا بدّ من قراراتٍ حازمة وحاسمة من أجل إعادة تصويب الأمور والمسار قبل فوات الأوان وبالتالي تراكم المشكلات التي أرهقت اللعبة هذا الموسم.