ذكر الموقع الأميركي «أنترسبت»، أمس، أن الإدارة الأميركية لطالما أمدّت الدولة العبرية بكل أنواع المساعدات، ومنها إرسال الأموال والأسلحة وتكنولوجيا المراقبة، التي تلعب دوراً حاسماً في هجمات إسرائيل على دول الجوار وعلى قطاع غزة تحديداً، كاشفاً في الوقت ذاته عن وثائق سرية سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن، تسلّط الضوء على كيفية تمكين واشنطن وحلفائها بشكل مباشر إسرائيل من شن الهجمات العسكرية ضد الدول المعنية.
وأوضح التقرير أنه إلى جانب برامج الولايات المتحدة وبريطانيا الاستخبارية، فإنّ هذين الطرفين يعتمدان على الأنظمة التي تدعمها الولايات المتحدة في المنطقة، ومن بينها النظام الملكي في الأردن وحتى القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك بهدف توفير خدمات استخبارية حيوية تتعلق بأهداف فلسطينية محتملة. وأوضح الموقع أن التعاون الأميركي _ الإسرائيلي تضمّن تبادل بيانات خاصة باستهداف الفلسطينيين، مشيراً إلى أن واشنطن وتل أبيب تعاونتا كذلك مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والكندية في التجسس على منطقة الشرق الأوسط.

اقترحت واشنطن عام 2003 إنشاء جهاز لتقاسم المعلومات مع إسرائيل
وأشار التقرير أيضاً إلى أنّ وثائق سنودن الجديدة كشفت حقيقة حاسمة: العدوان الإسرائيلي مستحيل الحدوث من دون الدعم الأميركي المستمر والسخي ومن دون حماية الحكومة الأميركية، فيما قال معد التقرير غلين غرينوالد إنّ «هذه الوثائق تؤكد ضلوع الإدارة الأميركية وحلفائها بشكل مباشر في كل الصراعات العسكرية التي تثيرها إسرائيل مع دول الجوار».
وذكر الموقع أن وكالة الأمن القومي الأميركي كثّفت بشكل كبير، خلال العقد الماضي، دعمها الاستخباري، بما في ذلك المراقبة والتجسس، لنظيرتها الإسرائيلية المعروفة باسم «سيجينت» أو الوحدة «8200». ونشر الموقع وثيقة بتاريخ 13 نيسان 2013 تؤكد تعهّد وكالة الأمن القومي الأميركي بمواصلة التعاون الفني والتحليلي الوثيق مع وحدة «8200»، بشأن تبادل المعلومات بين الجانبين حول الحصول على المعلومات السرية واعتراض واستهداف وتحليل وإعداد التقارير الاستخبارية.
ومن بين الوثائق التي نشرت وتعد أكثرها إثارة للاهتمام، وثيقة تشير إلى أن واشنطن اقترحت ما بين عام 2003 وعام 2004، إنشاء جهاز لتقاسم المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل بشكل واسع النطاق وأطلقت عليه اسم «المصارع»، ولكن الإسرائيليين طلبوا مئات الملايين من الدولارات في مقابل إكمال هذا المشروع .
جدير بالذكر أنّ «أنترسبت» نشر هذه الوثائق، بعد ساعات قليلة من الانتقاد الذي وجهته وزارة الخارجية الأميركية، للعملية التي استهدفت خلالها قوات الاحتلال مدرسة «الأونروا» في قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط 10 شهداء فلسطينيين جدد، أول من أمس.
(الأخبار)