قاربت حصيلة زلزال السادس من شباط في تركيا الواحد والأربعين ألف قتيل، في وقت أعلنت فيه السلطات الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ في معظم المناطق المنكوبة، والانتقال إلى مرحلة إزالة الركام تمهيداً للبدء بإعادة الإعمار. ومع استمرار الجدل في شأن كفاءة السلطات في استباق الكارثة أو في التعامل معها، واصل حديث الانتخابات اكتساحه المشهد، في ظلّ تسريب الأوساط المقرّبة من حزب «العدالة والتنمية» نيّة الرئيس رجب طيب إردوغان الإبقاء على الانتخابات في موعدها. ولعلّ في خلفية ذلك، إذا ما صحّ، خشية إردوغان من أن يتسبّب له التأجيل بتعقيدات غير مرغوبة، وتعويله على استمرار انقسام المعارضة وعجزها عن تقديم مرشّح مشترك، فضلاً عن رهانه على أن تتيح له الفترة الفاصلة عن الاستحقاق، على قِصرها، الفرصة لإعادة ترميم صورته.
على المقلب السوري، يستمرّ الوضع المأساوي في مناطق الشمال الغربي، حيث لا تزال المساعدات الآتية عبر ثلاثة معابر حدودية مع تركيا قاصرة عن تلبية احتياجات آلاف المنكوبين والمتضرّرين، بينما تجد تركيا الفرصة سانحة لترحيل مَن تستطيع ترحيله من السوريين، ولو أدّى ذلك إلى حشْر مئات الآلاف في مساحة ضيّقة في إدلب وريف حلب، حيث أصبح عدد كبير من هؤلاء بلا مأوى. وإذ تكشف الاستجابة الدولية المتثاقلة لاحتياجات هذه المنطقة، مقارنةً بالاندفاع المجنون نحو إغراقها بالسلاح والجهاديين في السنوات الأولى للحرب، مفارقات مريرة يَصعب القفز عليها، فإن ما لا يمكن بلعه أيضاً هو الأداء بالغ الرداءة الذي أظهرته المعارضة بـ«حكومتَيها»، سواءً منهما التابعة لأنقرة أو الموالية لأبو محمد الجولاني. أداءٌ جلّى مجدّداً فشَل 12 عاماً من محاولة مأسسة الفصائل وخلْق «حكومة» قادرة على إدارة المناطق الخارجة عن دمشق، وأظْهر مرّة أخرى معالم العقلية التسلّطية التي تتحكّم بتلك الفصائل، والتي تجعل من وجود الناس وهمومهم واحتياجاتهم وخياراتهم، دائماً، موضوعاً غير ذي صلة
على المقلب السوري، يستمرّ الوضع المأساوي في مناطق الشمال الغربي، حيث لا تزال المساعدات الآتية عبر ثلاثة معابر حدودية مع تركيا قاصرة عن تلبية احتياجات آلاف المنكوبين والمتضرّرين، بينما تجد تركيا الفرصة سانحة لترحيل مَن تستطيع ترحيله من السوريين، ولو أدّى ذلك إلى حشْر مئات الآلاف في مساحة ضيّقة في إدلب وريف حلب، حيث أصبح عدد كبير من هؤلاء بلا مأوى. وإذ تكشف الاستجابة الدولية المتثاقلة لاحتياجات هذه المنطقة، مقارنةً بالاندفاع المجنون نحو إغراقها بالسلاح والجهاديين في السنوات الأولى للحرب، مفارقات مريرة يَصعب القفز عليها، فإن ما لا يمكن بلعه أيضاً هو الأداء بالغ الرداءة الذي أظهرته المعارضة بـ«حكومتَيها»، سواءً منهما التابعة لأنقرة أو الموالية لأبو محمد الجولاني. أداءٌ جلّى مجدّداً فشَل 12 عاماً من محاولة مأسسة الفصائل وخلْق «حكومة» قادرة على إدارة المناطق الخارجة عن دمشق، وأظْهر مرّة أخرى معالم العقلية التسلّطية التي تتحكّم بتلك الفصائل، والتي تجعل من وجود الناس وهمومهم واحتياجاتهم وخياراتهم، دائماً، موضوعاً غير ذي صلة
