لم يكن مفاجئاً أن تتأنى القيادتان السياسية والأمنية في الكيان الإسرائيلي في الرد على المعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أول من أمس، في مواجهة مخطط دفع لبنان إلى الانهيار التام. فالوضع الداخلي في الكيان مأزوم، والتوتر مع الشعب الفلسطيني يكاد ينفجر، وجدية تهديدات نصرالله اختبرتها الجهات المختصة في كيان العدو سابقاً، كما أن الدوافع لتنفيذ هذه المعادلة في ذروتها. لذلك، فإن أي موقف غير محسوب أو مدروس جيداً قد يتدحرج إلى ما لا تحمد عقباه سياسياً وحتى عملياتياً. كما أن معادلة الأمين العام لحزب الله ستفرض على جيش العدو رفع مستوى الجاهزية والاستعداد لإمكانية تمدد التوتر القائم مع الضفة وقطاع غزة إلى الجبهة مع لبنان.مع ذلك، تركت مواقف السيد نصرالله أصداءها في الواقع الإسرائيلي عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام. فاعتبرت إحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية أن إسرائيل «استيقظت على جبهة جديدة» بعد تهديد نصرالله، ولفت معلق الشؤون العربية تسيفي يحزكيلي إلى أن إسرائيل، بنظر الأمين العام لحزب الله، هي المذنبة دائماً، ولذلك «يجب أخذ هذا التهديد بالحسبان» لأن لبنان يواجه ضائقة، ولكون الاتفاق مع شركات الغاز لا يسير بسرعة ولذلك فإن «الأمر يستحق الانتباه».
وفي السياق نفسه، اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي بكلام نصرالله عن الأزمة الداخلية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن ما قاله بصوت عال هو نفس ما أوردته تقارير الاستخبارات الإسرائيلية عن الوضع الداخلي.
وخصوصية الاهتمام الإسرائيلي بمواقف السيد نصرالله إزاء حالة الانقسام والتشظي التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي تشكل تجسيداً لنظرية بيت العنكبوت، التي تشكل مدماكاً رئيسياً في رؤية المقاومة للواقع الإسرائيلي. بالتالي فإن ما تواجهه إسرائيل من أزمات متفاقمة ومتصاعدة، يشكل أيضاً استكمالاً للصورة التي تتبناها المقاومة إزاء المشهد الداخلي الإسرائيلي.