لم تفلح محاولات البعض جرّ فتيل الانفجار من عرسال إلى طرابلس بعدما لم تجد من يتبنّاها، وكشفت مصادر أمنية مطلعة لـ«الأخبار» أن الاشتباكات التي خاضها مسلحون ملثمون مع الجيش ليل السبت ـــ الأحد في منطقة باب التبانة، بقيادة شادي مولوي وأسامة منصور المحسوبين على «جبهة النصرة» وأدت إلى إصابة ضابط وجندي بجروح، «كانت محاولة لتقديم أوراق اعتماد لأكثر من جهة سياسية، داخلية وخارجية، بالاستعداد لفتح جبهة في طرابلس لتخفيف الضغط عن عرسال، إذا توافر لها الغطاء السياسي والدعم المالي».
وأشارت المصادر إلى أن «عدم تجاوب أي جهة داخلية مع همروجة المسلحين جعلتهم ينكفئون، خصوصاً بعدما تراجع صقور تيار المستقبل في المدينة عن مواقفهم الساخنة التي لم تقلّ فجاجة ورعونة عن تصرفات المسلحين، إذ كان بعض هؤلاء يحاول أيضاً أن يقدم نفسه كراع وحاضنة لأي انفلات أمني والمتاجرة به».
لكن ذلك لم يحل دون تظاهرة صغيرة في باب التبانة احتجاجاً على «قصف عرسال»، تقدمت في اتجاه مستديرة نهر أبو علي وحاولت إغلاقها، وقطع الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار، لكن الجيش استخدم قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، ما أرخى حالاً من التوتر مع اقتراب ساعات المساء، ودفع الجيش إلى تحويل السير في اتجاه الطريق البحرية احتياطاً. ومساء ألقيت قنبلتان على مركز للجيش عند دوار ابو علي، ما أدى الى إصابة أحد الجنود بجروح.
مصادر سياسية في طرابلس أوضحت لـ«الأخبار» أن «اتصالات سياسية عالية المستوى أجريت في الساعات التي تلت اشتباكات طرابلس، أبلغت المسلحين أن لا غطاء فوقهم، وأن مصيرهم لن يكون أفضل من مصير الذين سبقوهم إلى السجون أو النفي». وأضافت أن صقور تيار المستقبل تبلغوا رسائل قاسية، من داخل لبنان وخارجه، أنه «ممنوع عليهم اللعب بالنار، وأن لا مزاح في مواجهة حالات التطرف والإرهاب، ومن يفعل ذلك عليه أن يتحمّل وحده تبعات كلامه، وأن التناقض داخل تيار المستقبل في المواقف مما يحصل في عرسال مرفوض، والوقوف خلف الجيش لا نقاش حوله».