كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، هي الحدث في حد ذاتها، بعد أيام من الترويج الإسرائيلي والخليجي لخطورة وضعه الصحي بعد إلغاء كلمته التي كانت مقررة الجمعة الماضي. وطمأن نصرالله، في الذكرى الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثّوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، «بأن لديّ تحسساً في القصبة الهوائية منذ 30 عاماً ولا داعي للقلق».وتحدث عن مآثر الشهيدين سليماني والمهندس، فرأى أنه «خلال عقدين من الزّمن، واجه سليماني نسختَين من المشروع الأميركي، أوّلها المشروع الأميركي الثّابت في منطقتنا، القائم على الهيمنة والتّسلّط والإمساك بالنفط والغاز والموارد الطّبيعيّة والأسواق والقرار السّياسي؛ وفي قلب المشروع هناك إسرائيل التّي هي الثّكنة العسكريّة الأميركيّة المتقدّمة»، مضيفاً: «المشروع الأميركي الأوّل في المنطقة انتقل في ما بعد، إلى ضرب المقاومة في فلسطين ولبنان، ولو نجحت الحرب في لبنان لأكملت على سوريا والمقاومة في فلسطين، لكنّ ذلك لم يحصل. وهنا يحضر سليماني، بمقدّراته الشّخصيّة وما يمثّل».
وتطرق نصرالله إلى الملف الداخلي، فشدّد على «أنّني في خطابي الأخير، قلت إنّنا لا نريد رئيساً للجمهوريّة يغطّي المقاومة أو يحميها، بل حقّنا الطّبيعي أن نطالب برئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها. وهذه الصّفة للرّئيس ليست للمزايدة، بل هذا طبيعي، لأنّ رئيساً لا يطعن المقاومة في الظّهر لا يأخذ البلد إلى حرب أهليّة، ويريد الوفاق والحوار، ويساعد في حماية لبنان أمام التّهديدات الإسرائيليّة»، مشيراً إلى أنّ «المسؤولية المترتبة على القوى السياسية اللبنانية والتكتلات النيابية أكبر من أي وقت مضى».
وأضاف: «من ينتظر المفاوضات بين أميركا وإيران حول الاتفاق النووي من الممكن أن ينتظر عشرات السنين لنبقى بلا رئيس جمهورية، إذ إنّ الإيرانيين لا يناقشون أي شيء آخر سوى النووي. ومن ينتظرون توافقاً سعودياً - إيرانياً، سينتظرون كثيراً لأن إيران لا تتدخل بالشأن الداخلي اللبناني، وهذا ما أبلغته إلى كل الذين راجعوها في هذا الأمر».
ووصف اللقاءات الثنائية التي حصلت الأسبوع الماضي بأنها «جيّدة في ظل غياب حوار جامع بالطريقة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأقول لكم لا تنتظروا الخارج». ودعا إلى أن «نعود إلى بعضنا البعض، فالحوار الداخلي هو الأصل وكلنا يجب أن نتفق أن الوقت ضاغط على الجميع والظروف الداخلية صعبة»، معرباً عن تشجيعه للقاءات والحوارات الداخلية في لبنان وأقول لكم لا تنتظروا الخارج لأن الوقت ضاغط».
لن نسمح بأيّ تغيير في قواعد الردع والاشتباك مع لبنان بأي شكل من الأشكال


وأكّد الأمين العام لحزب الله «أنّنا حريصون على معالجة الإشكال مع التيار الوطني الحر بالتّواصل، وستكون هناك لقاءات قريبة، والأمر جدير بالمناقشة والتّقييم الدّاخلي ونحن حريصون على العلاقة»، مشيراً إلى «أنّنا في السّياسة، إذا وضعنا يدنا بيد أحد، لا نبادر إلى سحبها إلّا إذا أراد الحلفاء ذلك، ونحن لا نجبر أحداً على التّحالف أو الصّداقة أو التّفاهم». وكشف «أنّني كنت أقول دائماً لرئيس التيار النائب الصديق جبران باسيل، إنّه في أيّ وقت تشعرون بالحرج والضّغط، وأنّ الاستمرار في التّفاهم يشكّل لكم عبئاً أو حرجاً، كونوا مرتاحين ولن نكون منزعجين، ويمكن القيام بأيّ صيغة أخرى نتعاون بها كأصدقاء». وقال إن «ملاحظتنا الأساسيّة أنّ سلوكنا دائماً مع أصدقائنا وحلفائنا، أنّهم ينتقدوننا ويناقشوننا في العلن، لكنّنا في المقابل لا نفعل ذلك إلّا نادراً، ونفضّل النّقاش الدّاخلي»، مؤكداً حرصه على معالجة الإشكال مع التيار «بالتواصل لأننا حريصون على العلاقة».
ووصف نصرالله حكومة العدو الإسرائيلي بأنّها «حكومة جديدة من فاسدين ومجرمين ومتطرفين ومتشدّدين، وهذه الحكومة لا تخيفنا على الإطلاق، وربما نتفاءل بتعجيل نهاية الكيان المؤقت على أيدي هؤلاء، من خلال ارتكاب حماقات وأخطاء قد تودي بهم إلى الهاوية»، مشيراً إلى أنّ «التعرض لمقدسات المسلمين والمسيحيين من قبل الصهاينة لن يفجر الوضع في فلسطين فقط بل في المنطقة بأكملها». وشدّد على «أننا حاضرون وجاهزون ولن نسمح بأيّ تغيير في قواعد الردع والاشتباك مع لبنان بأي شكل من الأشكال».