الآراء المتعددة في إسرائيل بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تختلف حول أمر واحد يتم تقديمه على أنه نقطة إجماع إسرائيلية: المنتصر الأكبر في هذه الحرب هو منظومة القبة الفولاذية التي أثبتت جدواها العملانية من خلال نسبة نجاح بلغت 90% في اعتراض الصواريخ الفلسطينية. إلا أن خبيراً إسرائيلياً في مجال هندسة الطيران والفضاء له رأي آخر، كان قد عبّر عنه في الماضي، مثيراً نقاشاً علمياً ما لبث أن خمد سريعاً، عاد وكرره، أمس، متحدياً كل الإحصاءات التي يعرضها الجيش ومتهماً إياه بالكذب على الرأي العام.
والخبير المذكور هو الدكتور موتي شيفر، الذي تكمن أهمية موقفه في كونه من أبرز المتخصصين الإسرائيليين في تطوير الصواريخ الاعتراضية، فضلاً عن كونه حائزاً جائزة أمن إسرائيل.
وقد اشتهر شيفر سابقاً بعبارة أن «القبة الحديدية هي خديعة»، وهو الموقف الذي قال أمس إنه تعزز لديه برغم ادعاءات الجيش عن عمليات الاعتراض المتكررة ضد الصواريخ المتساقطة من غزة. وفي مقابلة مع موقع «والاه» الإخباري الإسرائيلي، اعتبر شيفر أن هذه الاعتراضات «مسرحية ضوئية صوتية: ما يحصل هو إطلاق الصواريخ الاعتراضية باتجاه السماء. ويعتقد الجميع أن الانفجار الذي يحصل هو عملية اعتراض ناجحة، في حين أنه في الواقع تفجير ذاتي (للصاروخ الاعتراضي). يمكن إطلاق الصواريخ باتجاه سماء فارغة، وستكون النتيجة مماثلة».
ورداً على سؤال حول تفسيره لعدم سقوط إصابات إسرائيلية حتى الآن، قال شيفر إن «الصواريخ التي يتم إطلاقها سلاح عشوائي تهدف إلى إحداث ضرر نفسي. وهذه المرة، خلافاً لعمود السحاب، الجميع يركض إلى الملاجئ. هناك خمسة في المئة فقط من الصواريخ يمكن أن توقع أضراراً مادية، ولكي يحدث ذلك يجب أن يسقط الصاروخ على البيت أو السيارة أو على الشخص نفسه تماماً في الوقت الخطأ والمكان الخطأ، وهذا الاحتمال منخفض».
وعن تفسيره لبقايا أحد الصواريخ التي عثر عليها في أحد أحياء تل أبيب، أوضح الخبير الإسرائيلي أن «ما شاهدناه كان جزءاً من صاروخ أم 302، وهذا الصاروخ ينفجر على ارتفاع مئة متر من أجل زيادة الأضرار، ولا علاقة للقبة بذلك». واتهم شيفر الناطق باسم الجيش بالكذب على الجمهور الإسرائيلي، ورأى أن الأشخاض الذي يشغلون المنظومة أنفسهم لا يعرفون أنها عبارة عن خديعة «فهؤلاء الجنود يضغطون على الأزرار ولا يعلمون أنهم يطلقون صواريخهم ضد لا شيء لأنهم هم أيضاً يفسرون الانفجارات كعمليات اعتراض ناجحة». ورأى شيفر أن 95% من النتيجة نفسها ستتحقق من دون القبة الفولاذية، وحذر من أن «ما يحصل اليوم في البلاد هو نزهة مقارنة مع ما سيحصل في اللحظة التي يقرر فيها حزب الله الدخول إلى الصورة ويطلق ما لديه. فسلاحه ليس عشوائياً، وهم يملكون صواريخ جراحية مع دقة إصابة لبضعة أمتار. هذه الصواريخ ستُطلق باتجاه أهداف نوعية مثل: مصافي النفط، محطات الطاقة، المستشفيات والمطارات، وهذا سيشل الدولة».
وأكد شيفر أن «المناطق المفتوحة هي عبارة عن خرافة وجدت من أجل تضخيم القبة الحديدية بأنها تعترض صواريخ، فالصواريخ التي تم اعتراضها على يد القبة الحديدية ولا تصل إلى الأرض هي صواريخ افتراضية، يتم توليدها وإماتتها في حاسوب التحكم للقبة. حتى اللحظة، ليس هناك أي شخص شاهد صاروخ تم اعتراضه يسقط على الأرض».