قطع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كل الشكوك، وأعلن موقف حزبه من الملف الرئاسي: ملتزمون تأييد العماد ميشال عون، ولا تراجع عن هذا الالتزام إلا في حالة واحدة، ان يُعلن عون انسحابه من السباق الرئاسي، وفضلاً عن ذلك، جزم نصر الله بأن الرئيس المقبل للجمهورية لن يكون إلا من فريق 8 آذار. وجزمه هذا مبني على موقف كل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، اللذين رشّحا إلى الرئاسة كلاً من النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، وإضافة إلى الموقف والقراءة، أطلق نصرالله، بخطابه الهادئ والاستيعابي، حملة "لملمة" القوى المكونة لتحالف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر، ليفتح امامها أبواب الحوار. وهذه الـ"حملة" لاقت صداها سريعاً عند فرنجية، الذي علّق على خطاب نصر الله امس بتغريدة على موقع "تويتر" قال فيها: "سيد الكل السيد نصرالله". فالأمين العام لحزب الله، وبرغم أنه حسم وقوف الحزب إلى جانب عون، فإنه عبّر أيضاً عن عمق ما يربطه بفرنجية. فهو اكّد ثقته به، وبخطواته، مشدداً على أنه يصدّق حصراً ما يقوله رئيس تيار المردة عن مضمون لقاءاته برئيس تيار المستقبل سعد الحريري. ولفت السيد إلى أن إعلان حصول اللقاء بين فرنجية والحريري، بالطريقة التي جرى فيها، أضاع فرصة النقاش الهادئ بين مكونات كل من فريقي 8 و14 آذار. وتحدّث عن ترشيح الحزب للعماد ميشال عون، وعن طريقة تعامل فريق 14 آذار معه، لناحية الزعم بان الحزب لا يريد ترشيح الجنرال، وعندما رشّحه، استخدموا هذا الترشيح ضد عون ليحرّضوا عليه تحت عنوان انه "مرشّح حزب الله". وأكّد ان الحزب غير مرتبك من ترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع لعون، بل على العكس من ذلك، فإنه يرحّب بأي دعم يحظى به أي حليف من حلفائه، على قاعدة ان ما جرى تأكيده من قوى 14 آذار ان الرئيس المقبل سيكون من فريق 8 آذار. وأكّد على الثقة التي تربط الحزب بالتيار الوطني الحر، داعياً بعض جمهور التيار إلى عدم التأثر بحملات فريق 14 آذار.
لا نريد الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي ومستعدون للانتخاب غداً تحت سقف الطائف

وكان نصرالله قد بدأ كلمته بتقديم التعازي لقيادة حركة حماس وقيادة كتائب عزالدين القسام بالشهداء الذين قضوا في انهيار احد الانفاق في غزة، وايضا قدم التعازي لعائلات الشهداء في القدس وفلسطين. وحيا المقاومين وضباط الجيش وجنوده الصامدين في أعالي الجبال. وعبّر عن الارتياح إلى التفاهمات التي أدت الى اطلاق العمل الحكومي، موجها الشكر إلى الرئيس نبيه بري للجهود التي بذلها من اجل التوصل اليها. وتمنى على مجلس الوزراء إنصاف متطوعي الدفاع المدني تقديرا للمخاطر التي يتعرضون لها.
وأشار الى الخطأ الذي يقع فيه من يتهم ايران بتعطيل الانتخابات الرئاسية، وربطهم بين هذا الامر والمفاوضات الإيرانية الغربية، طالباً ممن يلقون هذه التهم أن يبادروا إلى سؤال أصدقائهم في فرنسا عما دار في اللقاء بين الرئيسين الفرنسي والإيراني بشأن الرئاسة اللبنانية.
ونفى مجدداً ما يروَّج عن نية حزب الله أخذ البلد إلى مؤتمر تأسيسي، قائلاً إن حزب الله مستعد للتوجه إلى مجلس النواب غداً، تحت سقف الطائف، إذا كان يضمن أن مرشحه سيصل إلى قصر بعبدا. واعترف نصرالله بأن الحزب يعطّل الانتخابات الرئاسية، عبر ممارسة حقه الديمقراطي بعدم تأمين النصاب، لأنه لم يضمن بعد انتخاب مرشحه.
وانتقد ما تقوله بعض شخصيات قوى 14 آذار عن ان الحزب قادر على إلزام حلفائه التوجه إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، قائلاً: "إن علاقتنا مع حلفائنا قائمة على الصدق وعلى أساسيات مهمة، وإن كنا نختلف في بعض التفاصيل. ان 8 آذار ومن معه ليس له حزب قائد، وهو فريق سياسي يتناقش في ما بينه ويعمل على تنظيم الخلاف في ما بين اعضائه".
أضاف: "لم نكن نريد إحراج حلفائنا مثلاً (في) قرارنا بالذهاب الى سوريا، ومثلها (موقفنا) في حرب اليمن والحرب السعودية الغاشمة عليه، إذ لم نطلب منهم تأييدنا منعا لإحراجهم".
ورأى "ان تصوير الآخر لعلاقتنا بحلفائنا إنما يهين هؤلاء الحلفاء، فنحن لا نتعاطى مع أي موضوع من باب تبرئة الذمة، وان تحالفاتنا لا تقوم على تقاطع المصالح السياسية، لأنها قائمة على قاعدة الثقة والود، والقرب والاحترام الخاص، وليست من منطلق الربح والخسارة". وعن اقتراحه السابق الاتفاق على سلة متكاملة تضم الرئاسة والحكومة والانتخابات النيابية، قال نصرالله إن هذا الطرح كان بهدف تسهيل الانتخابات الرئاسية، وانه غير متمسك به إذا لم يقبله الفريق الآخر، وخاصة أنه "لمصلحة هذا الفريق". وأكّد ان حزب الله سيقف ضد تأجيل الانتخابات البلدية.