الرياضي في نهائي بطولة لبنان لكرة السلة وينافس على اللقب، هذا هو الثابت الوحيد في كرة السلة اللبنانيّة والباقي متغيّر. الرياضي يلعب حالياً النهائي العشرين في تاريخه الحديث (بعد 1992)، وهو منذ تأسيسيه في 1934 فاز بلقب بطولة لبنان 36 مرة.كثيرون توقعوا أن يحسم نادي بيروت «المدجج» بالنجوم سلسلة النهائي بطولة لبنان بسهولة هذا الموسم، إلا أن ما قدمه الرياضي حتى الآن رغم الإصابات في صفوف لاعبيه وتوقيف جمهوره أعاد التأكيد على أن «القلعة الصفراء» لا ترفع الراية البيضاء. فاز الرياضي في أول مباراة من سلسلة النهائي خارج أرضه، وعاد وفاز على أرضه في المباراة الثانية التي شهدت على إشكالات بين الجمهور وأدت إلى اتخاذ قرارات اتحادية بإيقاف جمهور الرياضي لأربع مباريات. أحداث ربما أثرت في تركيز اللاعبين، بخاصة أنها ترافقت مع إصابة نجم الرياضي إسماعيل أحمد، والقائد جان عبد النور، فخسر الرياضي المباراتين الثالثة والرابعة. خسارتان أعطتا إشارات بأن بيروت في طريقه إلى الفوز في المباراة الخامسة والتوجه نحو حسم السلسلة بعدها، إلا أن ما حدث غيّر جميع الحسابات، فعاد لاعبو الرياضي يوم الاثنين الفائت بفوز ثمين من ملعب الشياح (68 ـ 65) ليضعوا بيروت تحت الضغط، ويقتربوا من حسم السلسلة.
يريد رجال مدرب الرياضي جورج جعجع دخول مباراة اليوم بذات التركيز الذي دخلوا فيه إلى مباراة الاثنين الفائت. تقدم الرياضي منذ البداية عبر ثلاثيات متتالية من علي منصور وكريم زينون وأمير سعود، مع أداء لافت للاعب البوسني علم الدين كيكانوفيتش. الأخير لعب أفضل مبارياته حيث أنه فرض نفسه تحت السلة وتمكن من إيقاف اللاعب التونسي في فريق بيروت صالح الماجري في مناسبات عدّة. ولكن يبقى الأساس في المباراة الخامسة هي الخطة الدفاعية المحكمة للمدرب جورج جعجع، حيث نجح بتعطيل نجم بيروت وائل عرقجي بشكل شبه كامل، وهو ما أدى إلى إيقاف الماكينة الهجومية لبيروت ليخرج الرياضي فائزاً. جعجع سيعتمد اليوم بكل تأكيد على الخطة ذاتها، مستفيداً من الإرهاق الكبير لعرقجي وهو ما ظهر عليه في المباراة الأخيرة. إيقاف عرقجي يعني إيقاف دورة الكرة في بيروت وبالتالي اللعب بالإيقاع الذي يريده الرياضي طوال المباراة. ومن الأوراق الرابحة للرياضي اليوم أيضاً سيكون كيكانوفيتش الذي يبدو أنه عرف فك شيفرة الماجري وبالتالي الحد من خطورة اللاعب التونسي تحت سلة الرياضي.
يسعى الرياضي للفوز في مباراة اليوم وحسم اللقب على أرضه في المنار


وكما حصل في المباراة الأخيرة سيكون الاعتماد في بعض الفترات على قائد الرياضي جان عبد النور رغم أنه يشارك وهو مصاب، وذلك من أجل ضبط الدفاع بالشكل اللازم للحد من هجمات بيروت. والأكيد أن الخطة الأساسية والتي أثبتت فعاليتها للمدرب جورج جعجع هي الضغط العالي في الدقائق الأخيرة، وهي التي أعطت الرياضي فوزين مهمين في أول مباراتين من السلسلة.
وعلى الجهة المقابلة سيعمل مدرب بيروت أحمد فران على تصحيح أخطاء المباراة الأخيرة، بخاصة فك الخطة الدفاعية المحكمة على وائل عرقجي. فران تضرر كثيراً جراء إصابة هايك غيومجيان وغيابه عن النهائي، إضافة إلى أن الإرهاق بدأ يصيب لاعبيه بشكل واضح، وهو الأمر الذي يجعله يلجأ إلى إشراك عدد كبير من اللاعبين في المباراة الأخيرة. وسيعمل مدرب بيروت أيضاً على الناحية المعنوية للاعب المجنس صالح الماجري الذي يدخل بنقاشات مستمرة مع الحكام واللاعبين وهو الأمر الذي بدأ يؤثر في زملائه. ومن الأوراق المهمة في تشكيلة فران هو اللاعب المميز سيرجيو الدرويش القادر على الاختراق ولعب دور صانع الألعاب في حال تعرض عرقجي لضغط كبير خلال اللقاء.
بيروت يمتلك الأوراق اللازمة للفوز بأي مباراة شرط أن يركز لاعبوه على التفاصيل الصغيرة، في حين سيقاتل الرياضي كما فعل في المباراة الأخيرة مستفيداً من الخبرة الكبيرة لبعض عناصره، وحماسة كل من كريم زينون وعلي منصور.
مباراة كبيرة ستشهدها قاعة صائب سلام في المنارة مساء اليوم، وسيعمل الرياضي من أجل الفوز لأن الخسارة تعني مهمة صعبة يوم الجمعة على ملعب بيروت وأمام جمهوره.