لا يدلّ اسم عائلة دوبوا على أي شيء يرتبط بلبنان أو أي بلدٍ عربي، وذلك بعكس الكثير من النجوم العرب الذين حملوا أسماءً عربية لكنهم لعبوا لمنتخباتٍ أوروبية، ولعل أبرزهم في العصر الحديث للعبة هو النجم زين الدين زيدان الذي قاد فرنسا إلى الفوز بكأس العالم عام 1998. ومن فرنسا تحديداً أطلّ ظهير أيمن منتخب «الديكة» ليو دوبوا ليعلن بكل فخر لبنانيته من خلال قصةٍ مؤثرة تصلح لتصويرها فيلماً سينمائياً، إذ إن جان بيار، والد قائد ليون، ولد في لبنان أواخر ستينيات القرن الماضي، وقد تبنّته عائلة فرنسية وهو لم يكن يبلغ أكثر من 13 شهراً، وقد أخطرته العائلة لاحقاً بأصوله، فنقل حبّه الفطري للبنان إلى نجله الذي تحوّل إلى أحد أبرز لاعبي فرنسا، وتشرّب من والده التمسّك بأصوله وبـ«بلده الأمّ» رغم عدم نجاح جان بيار في التعرّف إلى والديه البيولوجيين.
قصةٌ مؤثرة بلا شك يرويها ليو دوبوا في كلّ مرةٍ يُسأل فيها عن سرّ تعلّقه بلبنان، وقد تطرق إلى المزيد من النقاط اللافتة في حديثٍ خصّ به «الأخبار».
(سركيس يرتسيان)

رغم انشغالك بمشوارك الاحترافي ومبارياتك مع فريقك ليون ومنتخب فرنسا، لماذا قررت زيارة لبنان؟
لبنان، ببساطة لأنني من أصول لبنانية من جهة والدي الذي وُلد في عام 1968 وتم تبنيه بعدها من قبل عائلة فرنسية. لقد وجدت أنه من الجميل عودتي إلى جذوري وهذا ما أفعله من خلال زيارتي للبنان.

بعد انفجار مرفأ بيروت تحرّكت سريعاً لمساعدة لبنان. أخبرنا عن هذا الأمر.
هو حدث كان له تأثيره عليّ، فوجدت أنه من الضروري التحرك بشكلٍ عملي عبر عملية كبيرة تخلق شعوراً لدى الناس وخصوصاً في محيطي للقدوم والمساعدة، وقد شعرت بالفعل بردود فعل إيجابية وقتذاك.

في أي سنٍّ عرفت بأنك لبناني؟
منذ بداية نشأتي علمت بأصولي. أنا فرنسي، وتعلّمت عبر نظامٍ دراسي فرنسي، لكن دائماً تحدثنا عن لبنان والتقينا الكثير من اللبنانيين في فرنسا وفي مجتمعي، حيث نتشارك القيم نفسها والظروف الحياتية نفسها. من المهم جداً بالنسبة إلي القدوم إلى هنا.

ماذا تفكر عندما تذكر وسائل الإعلام اسمك بين العديد من النجوم الدوليين الذين لعبوا مع منتخباتٍ عالمية كبيرة وهم من أصولٍ لبنانية؟
أنا فخور. حالياً أنا فرنسي وأرتدي ألوان منتخب فرنسا، وأنا فخور أيضاً بأصولي، وهو ما أؤكده من خلال قدومي إلى هنا، آملاً أن تكون بداية مغامرة طويلة وجميلة.

هل سبق أن شاهدت مباراةً لمنتخب لبنان؟
لم تسنح لي الفرصة لمشاهدة المنتخب اللبناني، لكن منذ وصولي أسمع كلاماً عنه، لذا سأشاهد في المرة المقبلة مباراة للمنتخب.

لقد قمت بلفتة تجاه مجموعة من لاعبي إحدى الأكاديميات اللبنانية عبر توزيع أحذية لهم. ماذا تخبرنا عن هذه المبادرة؟
هو أمر مهم، فبعد الانفجار في بيروت أردت أن أدعم إحدى الأكاديميات وشبانها، واليوم في هذا المشروع الذي نعمل عليه نشدد على أهمية الشباب والتعليم، وهم الذين قدموا من أجل هذا اليوم الأولمبي، وما وجودي هنا إلا ضمن هذا التوجّه وطبعاً لأكون متواجداً عبر تقديم أي دعمٍ للبلاد.

هل لديك أي خطة في بالك لمساعدة كرة القدم اللبنانية في المستقبل؟
سنفكر في هذا الأمر. كما قلت اليوم هي البداية لأكتشف الأجواء ومكانة كرة القدم في لبنان. سنفكر في مشاريع لتحتفظ اللعبة في هذه البلاد بمكانها القوي لأنها مسألة مهمة وعاطفية.

ما هو انطباعك الأول عند رؤية كل هؤلاء الشبان المتطوّعين وهم يعملون بجهد لمساعدة فرنسا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2024؟
هو فخر كبير أن أرى كل هؤلاء الشبان المستعدّين والملتزمين من أجل هذا العمل. ننتظر حدثاً كبيراً في عام 2024، وسنفعل ما بوسعنا لمساعدة الشبان اللبنانيين وبكل سرور. تبقى هناك سنتان على الألعاب الأولمبية في باريس ولتجهيز ما يلزم من أجل الوصول إلى الأهداف.

وما كان انطباعك الأول عندما زرت بعض المدن والمناطق اللبنانية؟
الكثير من المشاعر راودتني مع وصولي إلى لبنان، فهي كانت الزيارة الأولى لي. لقد زرت بعض المناطق والمدن مثل مدينة جبيل التاريخية والأرز. لبنان له خصوصيته وقد كان من المهم بالنسبة إلي التعرّف إليه، وأنا سعيد جداً بهذا الأمر.

أي كلمة تريد أن تتوجّه بها إلى محبي كرة القدم في لبنان؟
أَبقوا على الأمل، وأَبقوا على كرة القدم في قلب اهتماماتكم، لأنها لعبة مليئة بالعواطف وتساهم في تحسّن المجتمع، وآمل أن تبقوا مستمتعين بكل لحظة فيها.