هل ينقلب السحر على الساحر؟ وهل يتحول تقاطع المصالح الذي سعت السعودية الى الاستفادة منه وتوظيف «داعش» في تحقيق نزعتها الانتقامية من النظام الحاكم في بغداد، إلى وبال عليها؟ وهل يتحول الشيطان الذي تدعمه الرياض في مقابل نوري المالكي وجماعته، وحشا ينهش في أحشاء المملكة الوهابية، التي تدرك مدى خطورته عليها على المدى البعيد؟
اسئلة باتت مطروحة بقوة مع وصول مقاتلي «داعش» إلى الحدود السعودية العراقية، مع ما يعنيه ذلك من تواصل جغرافي مع عناصر تنظيم القاعدة في المملكة، وسهولة ولوجها من بلاد الرافدين.
وتمثل الأزمة التي يعيشها العراق مصدر قلق لكل الدول المحيطة به، وخصوصاً مع فقدان القوات الأمنية العراقية، السيطرة على معبر طريبيل قبل يومين مع الأردن لمصلحة مسلحي «داعش»، ما أثار الذعر على الجانب الأردني؛ حتى سوريا التي تعاني الإرهاب المتفشي منذ أكثر من ثلاث سنوات، قلقة من سيطرة «داعش» على معابرها مع العراق، لكن تقدم مسلحي «داعش» جنوباً باتجاه معبر طريبيل، طرح أسئلة جدية عن نية التنظيم استكمال مسيره باتجاه الأراضي السعودية، التي تبعد أقل من مئة كيلومتر عن المعبر.
وكان عناصر «داعش» قد انتشروا على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، بعد سيطرتهم على جميع المنافذ الحدودية، بحسب مسؤول حكومي. وقال قائمقام القائم بمحافظة الأنبار، فرحان فتيخان أمس، إن «عناصر داعش وضعوا سواتر ترابية وحفروا خنادق لهم على طول الشريط الحدودي».
من جهته، وفي تطور بات روتينيا، والمقصود تبادل الأدوار بين قوات الأمن و«داعش» في السيطرة على المعابر، أكد الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، سيطرة القوات الأمنية، على منفذ طريبيل، بمساندة العشائر الأنبارية.

اشتباكات بين
«داعش» و«الجيش الإسلامي» في
صلاح الدين


وأعلن عطا أيضاً، أن «داعش» ذبح وشنق «مئات الجنود» العراقيين خلال الهجوم الذي يشنه في مناطق مختلفة في العراق، مضيفاً أن «مئات الجنود ذبحوا وشنقوا ومثّل بجثثهم في صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك، والمناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون». وأضاف أن «المجازر» التي ارتكبها هذا التنظيم شملت أيضاً مئات المدنيين.
من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس، مقتل 104 «إرهابيين» وإصابة 31 واعتقال 82 آخر في عمليات متفرقة في بغداد.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول عراقي في قضاء تلعفر وشهود عيان، أن مسلحي «داعش»، سيطروا أمس على القضاء الاستراتيجي، فيما أكدت السلطات الأمنية أن القوات العراقية صامدة و«تقاتل بشجاعة».
وقال المسؤول ان «تلعفر أصبح تحت سيطرة المسلحين»، مضيفاً أن غالبية السكان وعددهم نحو 400 ألف شخص معظمهم من التركمان، غادروا القضاء نحو مناطق مجاورة.
وبعد معارك تلعفر، كشف مصدر محلي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى أمس، عن أن تنظيم «داعش»، حذر القضاء من وجود قائد القوات الأمنية في قضاء تلعفر، أبو الوليد، في المدينة، مانحاً إياها مهلة ثلاثة أيام لتسليمه للتنظيم.
وقد وضعت سيطرة «داعش» على القضاء التابع لمحافظة نينوى، قيادات العشائر فيه أمام خيارات صعبة، حيث كشف مصدر عشائري أمس، أن شيوخ عشائر من تلعفر، يعتزمون تشكيل وفد لمقابلة القيادات الكردستانية للمطالبة بضم القضاء للإقليم. وقال المصدر إن «شيوخ عشائر سنة وشيعة من قضاء تلعفر يتشاورون لتشكيل وفد مشترك للتوجه إلى مدينة أربيل».
من جانب آخر، كشف مصدر محلي في محافظة كركوك أمس، أن تنظيم «داعش» احتجز 57 عائلة في الحويجة، بعدما فرت من ناحية العلم، مضيفاً أن المسلحين قيدوا المحتجزين واقتادوهم إلى قضاء بيجي، وأرسلوا تهديداً بإعدامهم جميعاً ورمي جثثهم في نهر دجلة، إذا لم تستسلم ناحية العلم للمسلحين.
وفي ديالى، أعلن مصدر أمني في قيادة عمليات المحافظة، سيطرة «داعش» على مقر للجيش العراقي في محافظة ديالى، وإحراق جميع الآليات فيه.
وقال إن «عناصر داعش سيطروا على مقر الفوج الأول لواء المشاة السادس عشر في الجيش العراقي شمالي ديالى، بعد انسحاب جميع الضباط والجنود منه دون قتال».
في غضون ذلك قُتل 69 سجيناً أمس، عندما تعرّض موكب للشرطة العراقية كان ينقلهم لهجوم من قبل مسلحين في محافظة بابل جنوب بغداد، بحسب حصيلة أعلنتها مصادر أمنية وطبية.
إلى ذلك، وفي حادثة ليست الأولى من نوعها، أفاد مصدر أمني أمس، بوقوع اشتباكات في محافظة صلاح الدين بين تنظيمي «داعش» و«الجيش الاسلامي»، على خلفية رفض الأخير تقديم البيعة.
ولفت المصدر إلى أن «هذه الاشتباكات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص من الجيش الإسلامي واثنين من داعش».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)