كشف تقرير نشره معهد «ستراتفور»، أمس، أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) يريد توسيع قبضته في المنطقة باتجاه الأردن. وأشار المعهد، نقلاً عن تقارير، إلى أن «انسحاب الجيش العراقي من المدن الغربية إلى نحو 180 كلم من الحدود الأردنية، ترك عمّان ضعيفة، إضافة إلى أن المملكة الهاشمية أصبحت هدفاً لمصالح الحركة الجهادية، الأمر الذي أدى إلى نشر قوات أمن إضافية على طول الحدود».

ونقل «ستراتفور» عن صحيفة «جوردن تايمز» الصادرة في 15 حزيران الحالي، أن «عمّان عززت الأمن على طول حدودها مع العراق، وسط مخاوف من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يتقدم ببطء باتجاه المملكة». وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر، إلى أن «المجموعة الجهادية أنشأت فرعاً لها داخل المملكة، كجزء من خططها لإقامة إمارة إقليمية».
وشرح «ستراتفور» أن «سعي داعش للتوسع باتجاه الأردن يأتي في سياق منطق جيوسياسي. فبعد الهجوم على العراق والسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، يمكن المجموعة الجهادية أن تحاول الدخول إلى المملكة الهاشمية من اتجاهين».
وأوضح المعهد أن «الأردن هو الوحيد المتاح أمام داعش، الذي لا يمكنه التحرك شمالاً نحو تركيا، كذلك لا يمكنه التحرك جنوباً نحو لبنان».
لكن المعهد لفت الانتباه إلى أنه «في الأردن، أيضاً، يواجه التنظيم معوّقات كبيرة»، موضحاً أن «داعش لديه القدرة على شنّ هجمات إرهابية في البلاد، ولكن قيوداً كثيرة تمنعه من العمل على المستويات التي يعمل من خلالها في العراق وسوريا».
وفي هذا الإطار، أكد تقرير «ستراتفور» أن «النظام في الأردن أكثر استقراراً من سوريا والعراق، والقوات الأمنية الأردنية أثبتت فعالية عالية».
وأشار إلى أن «الأردن لديه دعم قوي من الولايات المتحدة والسعودية، خصوصاً بعدما أصبحت المملكة تشكل منعطفاً خطيراً في ما يتعلق بدعم المسلحين في سوريا». ولكنه أوضح أنه «حتى لو عزّزت واشنطن والرياض مساعدتها المالية والاستخبارية والعسكرية لعمان، يبقى الأردن ملاذاً رئيسياً للمسلحين، الأمر الذي يشكل سبباً إضافياً لداعش»، للتقدم نحو هذا البلد.
وفي موازاة ذلك، أوضح التقرير أن «المشهد الجهادي في الأردن حالياً، تهيمن عليه قوى تعارض داعش وتتحالف مع جبهة النصرة حليفة القاعدة في سوريا».
وأكد أنه «رغم أن داعش لديه داعمون في الأردن، ومن بينهم المنظرون الجهاديون في البلاد، إلا أنه يواجه اعتراضاً من قبل أشخاص مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة، اللذين انتقداه بسبب ثورته على فرع القاعدة الرئيسي، مسبباً بذلك انشقاقاً داخل صفوف الجهاديين في سوريا».
وفي السياق، لفت التقرير الانتباه إلى أن «داعش لن يسعى إلى إبعاد حلفائه من السنّة العراقيين الذين لديهم ملاذ في الأردن، كذلك فإن القوى القبلية السنية في العراق ستفضل أن يحصر التنظيم تركيزه على البلد، وأن لا يقوم بأي عمل في الأردن يمكن أن يثير رد فعل من قبل عمان».
إلى ذلك، أشار «ستراتفور» إلى أن المجموعة السابقة لـ«داعش»، أي «القاعدة في العراق»، تمكنت من القيام بهجمات في الأردن سابقاً، ومن بينها تفجيرات انتحارية في عام 2005 استهدفت ثلاثة فنادق في عمّان، إضافة إلى اغتيال ديبلوماسي أميركي في عام 2002». ورأى أنه «الآن، بعدما توسعت قدرة داعش بشكل كبير، يمكنه أن يقوم بهجمات في المملكة إذا أراد ذلك».
وخلص التقرير إلى أنه «سيكون على داعش أن يقوّم وضعه الحالي، وخصوصاً في ضوء هجمته على العراق، وأن يقرّر ما إذا كان من مصلحته مباشرة عملياته في الأردن، أو إن كان عليه الانتظار ريثما يتبلور دوره في العراق».
(الأخبار)