لجنة رباعية في مهمةٍ استثنائية لا يعرفها أي نادي كل يوم. أسماء نجماوية معروفة ووفيّة استلمت الدفّة ساعيةً إلى تهدئة النفوس وتنفيس الغضب وتغيير الصورة الملبّدة التي طغت على أجواء النادي الشعبي. كل هذا وسط ترقبٍ من الجمهور الذي طالب قسم لا يستهان به منه بالتغيير الذي حصل جزئياً الآن من دون صورة واضحة وحاسمة لما ستؤول إليه الأمور في الفترة المقبلة.الواضح أن الجو العام تحكمه التعقيدات، وخصوصاً بحكم حاجة كل نادٍ إلى أكبر قدرٍ ممكن من الكوادر لمساعدته على البقاء واقفاً على قدميه في ظل أجواء صعبة عرفتها كل الأندية، فبات البحث عن أكبر كمٍّ من الداعمين من رأس الهرم وحتى آخر مساهم في مشوار النادي.
النجمة بحث غالباً عن الاستقرار، وجمهوره أمل في الهروب من المشاكل باتجاه منصات التتويج، لكن هذه المشاكل بقيت تطارده، ودفعت الرئيس المبتعد أخيراً إلى المصارحة برغبته بالابتعاد عن الأجواء، وهي رسالة أوصلها مباشرة إلى الرئيس التاريخي عمر غندور في آخر لقاءٍ نجماوي.
الواضح أنه لم يكن هناك أي تقبّل للفكرة من قبل دائرة القرار التي يعلم أركانها أنهم بحاجةٍ إلى كل إداري من أجل المضيّ قدماً، فكان الرفض لفكرة الابتعاد نهائياً وحتى مؤقتاً. وفي موازاة هذا الجو، لم يكن الجمهور متقبلاً لأي فكرة غير رؤية فريقه فائزاً، فكانت الاحتجاجات العلنية التي تُعدّ سابقة في كرة القدم اللبنانية من خلال الأسلوب الممزوج بالإصرار للجمهور النجماوي من أجل إحداث التغيير.
تغييرٌ لا يمكن القول إنه حصل، لكن ناقوس الخطر الذي قرعه الجمهور لا شك أنه أحدث ضجيجاً لتفادي أي أخطاء مكلفة لاحقاً.
أخطاء لا بدّ أن تحصل بحسب ما يقول أمين سر النادي أسعد سبليني وأحد أعضاء اللجنة الرباعية (تضمّ إبراهيم فنج رئيساً، مصطفى العدو وطلال اللبن)، إذ برأيه «من يعمل يخطئ فتحصل الأزمات، وهذا يترافق غالباً مع حدثٍ كبير مؤثر. وهنا كان السبب الأساسي حول ما حصل هو ما صدر عن مركز التحكيم الرياضي من قرارات، التي لو جاءت مغايرة لما كان الوضع على ما هو عليه حالياً، فلا ننسى الموسم المميّز الذي قدّمه النادي العام الماضي، وأيضاً ما تحقق على صعيد إنجازات الفئات العمرية».
«الأخبار» سألت سبليني عن أي خطأ يتحدث تحديداً، فكانت الإجابة: «عدم لعب المباراة أمام العهد لم يكن قرار الرئيس فقط». وأضاف: «كان الرهان خاطئاً، لكنها ليست نهاية الدنيا، فما فعلناه هو المطالبة بحقوق الأندية لأن الأخطاء لا ترتبط بالنجمة فقط».

مهمة اللجنة
بطبيعة الحال، الأنظار كلّها الآن على اللجنة التي شكلّت لمواكبة شؤون النادي حيث تمّ اختيارها بعد التشاور بين أعضاء الإدارة، ولحظت وجود الأشخاص القادرين على مواكبة هذه المرحلة، وهي بحسب المعلومات «لن تقفل الباب في وجه أي شخصٍ سواء من داخل الهيئة الإدارية أو خارجها لمدّ يد العون بهدف تخطي المطبات. وفي هذه الخطوة بوادر إيجابية لأنها تفتح الباب أمام الجميع للمساهمة بالانتقال إلى مرحلةٍ جديدة يكون فيها المجال مفتوحاً أمام الآراء كافةً، لكن شرط أن تُحسم الأمور بشكلٍ سريع لتتضح صورة الطريق الذي سيسلكه النادي والوسيلة التي يفترض به الاعتماد عليها».
تاريخياً لم يقف النجمة عند أي شخص أو لاعب متخطياً الظروف كافةً من خلال انفتاحه على الجميع


وفي هذا الإطار يقول سبليني: «القرار عند صاحبه أي الرئيس المبتعد، فمهمة هذه اللجنة مؤقتة وستتضح الصورة في الأيام القريبة المقبلة، لذا كل ما أتمناه على الجمهور بكل أطيافه أن يقف خلف الفريق، فهدفنا الآن هو تجنيب اللاعبين كل الضوضاء والتركيز على المطلوب منهم في أرض الملعب».
الأمر الأكيد أن نادي النجمة سيستمر ولن ينهار فهو تاريخياً لم يقف عند أي شخص أو لاعب متخطياً الظروف كافةً من خلال انفتاحه على اتحاد اللعبة والأندية والجمهور الذي شعر في مكانٍ ما بأنه واجه قمعاً بتجاهل رأيه. وهنا يشير سبليني: «لغة العقل يجب أن تسود ومن حق الجمهور أن يقول رأيه وعلى الإدارة تتقبل النقد البنّاء. أنا وصلت إلى الإدارة من رحم الجمهور ولم أشارك يوماً في أذية النادي. لكل نجماوي دوره، ومن موقعي أؤكد لجمهورنا بأن كلمته سُمعت بوضوح».
أما الهاجس الأكبر فقد يكون الشأن المالي الذي يفرض على القيّمين الالتزام بأدوارهم، وهو ما ستحرص اللجنة على تنسيقه، وهي قادرة بطبيعة الحال على خلق حالة الاستقرار كونها تتحلى بالواقعية، وهو ما عكسه الكلام الذي صدر عن رئيسها فنج (نجل الرئيس السابق للنادي محمد فنج) غير الطامح لأي منصب بحسب المصادر النجماوية بل كما قال تسيير أمور النادي، داعياً إلى التكاتف والوحدة التي من شأنها أن تتعزّز مع حضوره في الأيام المقبلة إلى بيروت حاملاً المقترحات والحلول.