موسكو | مع انتهاء اليوم الخامس والعشرين من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أدخل الجيش الروسي صواريخ جديدة إلى مسرح العمليات، سعياً منه لزيادة الضغط على الجيش الأوكراني و»المرتزقة» الذين يقاتلون إلى جانبه. وخلال اليومين الماضيين، استخدم الجيش الروسي، للمرّة الأولى، صواريخ «كينجال» الطويلة المدى التي تفوق سرعتها سرعةَ الصوت، إضافة إلى صواريخ «كاليبر» و»كروز»، التي استخدمها لمهاجمة منشآت عسكرية أوكرانية.ودخل صاروخ «كينجال» الخدمة، للمرّة الأولى، أوّل من أمس، إذ استخدمه الجيش الروسي لتدمير مستودع عسكري تحت الأرض يحتوي على صواريخ وذخيرة طائرات تابعة للقوات الأوكرانية في قرية ديلياتين في مقاطعة إيفانو ــــ فرانكوفسك غرب أوكرانيا، إضافة إلى تدمير مراكز الاستخبارات اللاسلكية في أوديسا عبر نظام «باستيون». كما استُخدم صاروخا «كينجال» و»كاليبر»، يوم أمس، خلال استهداف الجيش الروسي مستودعاً كبيراً يستخدمه الجيش الأوكراني لتخزين الوقود ومواد التشحيم، في كوستيانتينيفكا، بالقرب من ميناء ميكولايف على البحر الأسود. وأشار الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، إلى أن صواريخ «كاليبر» أُطلقت من بحر قزوين، بينما أطلقت صواريخ «كينجال» من أجواء شبه جزيرة القرم. وأوضح كوناشينكوف أن المستودع المستهدَف استُخدم لتنظيم إمدادات الوقود الرئيسية إلى الآليات المدرعة الأوكرانية في مناطق القتال في جنوب البلاد. وكشف أن القوات الروسية وجّهت ضربات جوية، بصواريخ دقيقة، إلى مقار عديدة للجيش الأوكراني، بينها قاعدة في أوفروش في منطقة جيتومير الشمالية، حيث يتمركز مرتزقة أجانب وقوات أوكرانية خاصّة.
ويُعدُّ استخدام صواريخ «كينجال» و»باستيون» حدثاً مهمّاً في العملية العسكرية، وخصوصاً أن من شأنها أن تنقل العملية الخاصة إلى مستوى جديد. ويرى المحلّل العسكري، أليكسي ليونكوف، أن استخدام «كينجال» يعود إلى قوته التدميرية، وإمكانيته للمناورة والوصول إلى هدفه من دون أن تعترضه أنظمة الدفاع الجوي. ويلفت إلى أن «الهدف الرئيسي للقوات الروسية، هو تدمير المستودعات، حيث يتم تخزين صواريخ توتشكا يو، ذلك أن الجيش الأوكراني لا يستخدمها لأغراض العسكرية، وإنّما لاستهداف المدنيين».
كشفت تركيا أنّ موسكو وكييف تقتربان من الاتفاق على القضايا «المهمّة»


من جهته، يوضح نائب مدير «معهد التحليل السياسي والعسكري»، ألكسندر خرامشيخين، أنه بعد استخدام «كينجال»، فإن المرحلة الثانية من نزع السلاح في أوكرانيا بدأت، وهدفها تدمير المستودعات تحت الأرض، ومرافق التخزين بالذخيرة. ويقول عضو مجلس خبراء «ضباط روسيا»، ألكسندر بيريندجييف، إن أوكرانيا أصبحت ساحة اختبار لأحدث الأسلحة الروسية، بما في ذلك تلك غير المعروفة.
ميدانياً، تصاعدت المواجهات في وسط مدينة ماريوبول (جنوب)، المحاصَرة من قِبَل القوات الروسية وقوات جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك. وفي هذا الإطار، قالت قيادة الأركان الأوكرانية، إن سيطرة القوات الروسية على ميناء ماريوبول تمنع أوكرانيا «موقّتاً» من الوصول إلى بحر آزوف، فيما أعلنت سلطات المدينة أن ما يقرب من 40 ألف شخص، من مجموع 430 ألف نسمة، فرّوا خلال الأسبوع الماضي. وعلى جبهة الدونباس، نجحت القوات الروسية في اختراق دفاعات الكتيبة النازية الشهيرة، «أيدار»، مقتربةً من ليسيتشانسك التي تمثّل آخر أكبر تجمُّع للقوات المسلحة الأوكرانية في هذه المنطقة.
على مستوى الحراك الدبلوماسي، كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لصحيفة «حرييت»، أن روسيا وأوكرانيا اقتربتا من الاتفاق على القضايا «المهمّة»، وكادتا أن تتّفقا على بعض المواضيع. وقال جاويش أوغلو إن «هناك تقارباً في مواقف الدولتَين في القضايا المهمّة والحساسة، وخاصة المواد الأربع الأولى (لم يحدِّدها)، إذ يعتبر أنهما اتفقا في شأنها»، مضيفاً إن هناك بعض المواضيع التي يجب أن تتخذ فيها القرارات على مستوى الرؤساء. وأمل الوزير التركي التوصّل إلى وقف لإطلاق النار إذا لم يتراجع أيٌّ من الجانبين عن التقدُّم الذي أُحرز نحو التوصُّل إلى اتفاق.