بداية متعثرة ستشهدها أروقة مركز الأمم المتحدة في جنيف المستضيفة اجتماعات جنيف 3» السورية اليوم. فـ«هيئة الرياض» ما زالت على موقفها برفض التفاوض ما لم تلبَّ «مطالبها الانسانية»، فيما يردّ ستيفان دي ميستورا بأنّ «لا شروط مسبقة قبل عملية التفاوض»، رغم أنّ المبعوث الأممي قد بعث برسالة جوابية الى المجتمعين في الرياض مؤكداً فيها «أنّ ما طلب حق مشروع ويعبّر عن تطلعات الشعب السوري». لكن بعيداً عن شماعة «الشروط الانسانية» لا تزال مسألة الدعوات مبهمة، كالخلاف حول مشاركة رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي صالح مسلم، وتأكيد «هيئة الرياض» أنّها الجهة الوحيدة المخوّلة بالتفاوض مع الوفد الحكومي السوري. بالنتيجة «جنيف 3» سيفتح «أبوابه» بمن حضر اليوم، ليجتمع دي ميستورا مع الموجودين بانتظار وصول شخصيات إضافية من «هيئة الرياض» أو غيرها في الأيام القليلة المقبلة، إذ تصرّ كل من واشنطن وموسكو على إطلاق المحادثات في موعدها مهما طالت مدة اكتمال عقد المفاوضين، على أن يجري الاتفاق لاحقاً ــ داخل أروقة جنيف ــ على البنود والأسماء الخلافية.
وأكّد رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب، أمس، أنّ المعارضة المجتمعة في الرياض لن تدخل قاعة المفاوضات في جنيف ما لم تتحقّق مطالبها الانسانية. وقال في مقابلة مع قناة «العربية»، «قد نذهب الى جنيف، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الانسانية».
لا تزال مسألة مشاركة صالح مسلم خلافية

وأضاف حجاب من الرياض، حيث تواصل الهيئة اجتماعاتها منذ ثلاثة أيام من دون أن تحسم موقفها من المشاركة في المفاوضات، «السكان يموتون جوعاً رغم تعهدات الامم المتحدة»، مشيراً الى أن القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن الدولي في كانون الاول «يطالب برفع الحصار ووقف القصف بشكل فوري (...) وروسيا دعمت القرار لكنها تقصف مناطق مدنية في سوريا».
وأوضح أن الهيئة لم تجد «أن هناك معطيات لنجاح العملية التفاوضية، لأن أي عملية تفاوضية تحتاج الى بيئة ملائمة»، معتبراً أن «روسيا وإيران والنظام لا يسعون الى حل سياسي بل يعملون على تأجيج الصراع في المنطقة لفرض الحل العسكري والامني».
من جهة أخرى، قال حجاب إنه تلقى تأكيدات من المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا أن وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف. وقال إن «بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له».
وأضاف: «هناك وفد واحد لتمثيل المعارضة هو الهيئة العليا للمفاوضات، وأي كلام غير هذا سيدفع الهيئة الى عدم المشاركة في مفاوضات جنيف».
بدوره، قال عضو «الهيئة» منذر ماخوس «نعم، اجتماعات جنيف ستبدأ الجمعة، ولن نكون هناك باعتبار أننا لم نتخذ قراراً بعد في ما يتعلق بالمشاركة». وأضاف «سنواصل اجتماعاتنا غداً (اليوم) في الرياض».
وكانت متحدثة باسم المبعوث الخاص الى الامم المتحدة في جنيف قد أكدت أمس أن «لا إرجاء للمفاوضات المقررة غداً (اليوم)» في مقر الامم المتحدة.
من جهته، قال عضو «الهيئة» سالم مسلط، في بيان، إن مبعوث الامين العام للامم المتحدة ستيفان دي ميستورا بعث برسالة جوابية الى المجتمعين أكد فيها «أن الفقرتين 12 و13 اللتين طالبنا بتنفيذهما، حق مشروع وتعبّران عن تطلعات الشعب السوري، وهما غير قابلتين للتفاوض» (تنص الفقرتان 12 و13 على إيصال المساعدات الى المناطق المحاصرة في سوريا ووقف القصف ضد المدنيين).
في موازاة ذلك، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إنّ بلاده تعارض بشدة تحركات السعودية للسماح «لإرهابيين في قناع جديد» بالجلوس إلى مائدة المحادثات.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مجدداً ضرورة أن يشارك في محادثات جنيف أوسع طيف من ممثلي الأطر السياسية والاجتماعية الحكومية والمعارضة من داخل سوريا وخارجها.
وقال، في مقابلة مع مراسل «سانا» في موسكو، «يجب الانتظار وأخذ الحذر ممن يحاول عرقلة هذه المحادثات والسعي كي تبدأ في الموعد المحدد لها تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفقاً لقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا في لقاءاتها في فيينا ونيويورك، وبطبيعة الحال على أساس قرار مجلس الأمن الدولي، إذ إن الدور الرئيسي منوط بالأمم المتحدة والمنظمين الأساسيين لها، وهم بان كي مون وممثله الخاص ستيفان دي ميستورا».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية، غينادي غاتيلوف، إن «الحديث لا يدور عن تأجيل المحادثات السورية السورية في جنيف»، مضيفاً أنّ المحادثات مقررة غداً (اليوم) ويجب أن تنطلق في هذا الموعد دون أي مزيد من التأخير، حسب فهمنا».
وشدد على أن موسكو تعارض مشاركة تنظيمي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في المحادثات، لأنهما تنظيمان إرهابيان، مشيراً إلى أن «موسكو وواشنطن متفقتان حول انعدام أي آفاق للمحادثات من دون تمثيل للأكراد السوريين».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)