أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن «الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان، بل سيزيد من مآسيه ومصائبه، ولن تستطيعوا إرضاء أميركا لأن لا حدودَ لمطالبها»، سائلاً: «ما هو المقابل للخضوع للإملاءات الأميركية؟ بعض المسؤولين اللبنانيين يفترض أن الأميركي يريد أمراً معيّناً فينفّذه حتى من دون أن يطلبه منه»، مؤكداً أنه بـ«عقلية الخضوع لعوكر لا يمكن إنقاذ لبنان».وانتقد نصر الله، في احتفال بمناسبة يوم الجريح المقاوم، تصويت لبنان في الأمم المتحدة ضدّ روسيا، إذ «كان لبنان يستطيع أن يكون ممتنعاً، ومصلحته كانت في الامتناع». كما أسف لأن بيان الخارجية اللبنانية ضد «الاجتياح الروسي» لأوكرانيا «كُتب من قبل السفارة الأميركية. فهل هذه هي السيادة؟». وسأل: «عندما اتخذت الدولة اللبنانية موقفها مع الأميركيين، لماذا سكت دعاة الحياد والنأي بالنفس؟». ورأى أنّ «كل ما نسمعه عن الحياد والنأي بالنفس حجّة وذريعة للتهرّب من مسؤولياتٍ قومية، وعندما يتعلق الأمر بالأميركي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس». وأكد أن «هذا شاهد جديد على أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية. ولو الأمر كذلك، هل كان يمكن أن تصدر وزارة الخارجية اللبنانية بياناً من هذا النوع وترسله إلى السفارة الأميركية؟».
ولفت نصر الله الى أنه «منذ سنة ونصف سنة، عندما تحدثنا عن الاتجاه شرقاً، دخلت شركة روسية لها علاقة بالنفط بمفاوضاتٍ مع الحكومة اللبنانية، وعرضت تقديم النفط الخام وإنشاء مصفاة دون مقابل مالي ودون ضمانات، وتأمين كل حاجة لبنان من المشتقات النفطية على نحو يجعله مصدّراً لهذه المشتقات النفطية. ولكن لا جواب حتى اليوم، والسبب الأساس برفض العرض الروسي هو عوكر»، و«لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، لكان سرى العرض الروسي وتحوّل لبنان إلى دولة مصدّرة للمشتقات النفطية».
وشدّد نصر الله على أن «هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريطٌ بالأمة، ورأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان وتخلّت عمّن وثق بها هناك». واليوم، «أميركا، وبريطانيا معها، ساقت أوكرانيا ودفعت بها إلى فم التنين وفق حسابٍ دقيق، وكان المخطط الزجّ بها وتعطيل أي اتفاق مع روسيا، وواشنطن تؤكد يومياً أنها لن ترسل طائرات وجنوداً إلى أوكرانيا، رغم أنها دفعتها إلى الحرب».
ووجّه نصر الله نداءً للدولة والحكومة لحلّ مشكلة الاحتكار وضبط الأسعار، لأن الدولة هي الوحيدة القادرة على المعالجة بمشاركة القوى الأمنية والجيش. ودعا إلى مواجهة الاحتكار ورفع الأسعار وزجّ المحتكرين في السجون.