كرّرت دول «أصدقاء سوريا» أمس انتقاداتها للانتخابات الرئاسية. لم تعد تنجح التهديدات بربط إجراء الانتخابات بوقف مسار الحلّ السياسي، إذ في الوقت الذي توجّه فيه السوريون إلى مراكز الاقتراع، رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أنّ الانتخابات الجارية «عار، (الرئيس بشار) الأسد لا يملك اليوم من المصداقية أكثر مما كان يملك بالأمس»، مضيفة أنّ القرار بإجراء الانتخابات يدل على «انفصام كامل عن الواقع».
بدوره، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنّ السوريين الذين يصوّتون في الانتخابات الرئاسية يملكون الاختيار «بين بشار وبشار»، معبّراً من جديد «عن أسفه لهذه المهزلة المأساوية». ورأى أنّ «السوريين، وفقط في المناطق التي يحكمها النظام، يملكون الاختيار بين بشار وبشار، هذا كلام فارغ. الواقع هو أننا نعرف النتائج أصلاً قبل أن يبدأ» التصويت. وأضاف أنّ «هذا السيد الذي وصفه الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) بأنّه مرتكب جرائم ضد الانسانية لا يمكن أن يمثل مستقبل شعبه». ورأى أنّ «هدف الذين يريدون ديموقراطية في سوريا هو التوصل الى اتفاق سياسي، وهذا أمر صعب جداً».
من جهته، وصف الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، الانتخابات التي تشهدها سوريا بـ«المهزلة». وقال، في اجتماع لوزراء دفاع الدول الـ28 الاعضاء في الحلف في بروكسل، إنّ «هذه الانتخابات مهزلة لا تحترم المعايير الدولية للشفافية والحرية». وأضاف: «إنني واثق أنّ أيّاً من دول الحلف لن تعترف بنتائج هذا الانتخاب المزعوم».
من جهته، اعتبر رئيس «الائتلاف» المعارض، أحمد الجربا، الانتخابات «عملية غش نتائجها محسومة». وأضاف، في سياق مقاله في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: «إن الحكام المُستبدين لا يتم انتخابهم لأنهم يقبضون على السلطة، مستخدمين فى ذلك الترهيب والقبضة الحديدية».
وفي مقابلة أجرتها صحيفة «لو موند» الفرنسية مع المعارض السوري ميشيل كيلو، رأى الأخير أنّ «الرئيس الاسد يريد مع هذا الانتخاب الحصول على بعض الشرعية الشعبية إزاء العالم. لقد قام بحملة جنونية، أجبر الناس على النزول الى الشوارع والرقص والغناء للاحتفال «بعرس» الديموقراطية»، كذلك رأى أنّ رسالة الرئيس السوري إلى العالم هي: «انسوا الحل السياسي الدولي. أنا من خرج منتصراً من هذا النزاع وأنا أقرر. لقد هزمتم».
(الأخبار)