حلب | قالت حلب كلمتها أمس. عشرات الآلاف من الاهالي انتظروا، منذ ساعات الصباح الأولى، أمام مراكز الاقتراع، على رغم تهديدات الجماعات المسلّحة، والتي نفّذتها بالفعل. فقد استشهد 12 مدنياً قرب مشفى الرازي إثر سقوط قذائف هاون وصواريخ محلية الصنع. وأفاد مصدر في مديرية الصحة أن حصيلة ضحايا قصف المناطق السكنية حتى العصر وصلت الى 17 شهيداً وعشرات الجرحى. وقد تراجعت حدة القصف مع تكثيف سلاحي الجو والمدفعية استهداف مواقع المسلحين.
وقد جالت لجنة انتخابية على الجرحى الذين أصيب معظمهم في قصف الأيام الثلاثة الأخيرة للإدلاء بأصواتهم في المستشفيات. محمد عساني، أحد المصابين الذين اقترعوا، قال لـ«الأخبار»: «أعطيت صوتي لمن سيحمينا من هؤلاء الوحوش. هذه سوريا التي نريدها. سوريا التي تحفظ حقوقنا وحرياتنا العامة والسياسية».مراكز الاقتراع المنتشرة في الأحياء القريبة من خطوط التماس شهدت إقبالاً أقل من نظيراتها في القسم الغربي من المدينة، الأقل عرضة للقذائف، فيما شهدت جامعة حلب ومحيطها ومركز المدينة وحلب الجديدة والسليمانية والعزيزية ومراكز الدوائر الحكومية ومقار المنظمات الشعبية والنقابات إقبالاً كثيفاً «فاق توقعاتنا الأكثر تفاؤلاً»، وفق مصدر في المكتب التنفيذي لمحافظة حلب.وبحسب نائب محافظ حلب، محمد حنوش، تجاوز عدد الناخبين 200 ألف، علماً بأن عدد صناديق الاقتراع بلغ 1200 وزّعت على 800 مركز. وبحسب مصدر في اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات، «تم طلب 150 صندوقاً إضافية للمراكز التي أغلقت فيها الصناديق».

17 شهيداً وعشرات الجرحى في قصف المعارضة للأحياء
وفي ريف المحافظة، تركزت الصناديق الـ86 في منطقة السفيرة المحررة، وقسم كبير من منطقة جبل سمعان جنوب وشرق المدينة، وفي منطقتي الزهراء ونبّل المحاصرتين اللتين وضعت فيهما صناديق إضافية لناخبي منطقة عفرين.
ميس رجب قالت لـ«الأخبار» إن مشاركتها «تحت القصف هي رسالة إصرار على الحياة والانتصار على الإرهاب»، مضيفة: «كلّي فخر بما أفعل لأنه موقف وطني، لم يستطيعوا إسكات صوتنا». ورحّب نقيب محامي حلب أحمد حج سليمان «بالإقبال الكثيف. وهذا يعكس الحس الوطني والشعور العالي بالمسؤولية». من جهته، صوّت الشاب ماهر بنقسلي الذي يسكن في حي العزيزية «وفاءً لدماء الشهداء. كنت أعتزم المشاركة بعد الظهر، ولكن بعد سقوط القذائف قرب بيتي نزلت إلى أقرب مركز وصوّتت فوراً».وتضم أحياء غرب المدينة أعداداً كبيرة من النازحين من بقية مناطق المدينة والمحافظة.وتجدر الاشارة الى أن عدد سكان محافظة حلب يبلغ حوالى ستة ملايين ونصف مليون نسمة. وفي الاستفتاء الأخير على الدستور، بلغ عدد المسجلين نحو 3.2 ملايين مواطن. وبحسب مصادر وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن نحو مليون ونصف مليون نزحوا إلى المحافظات الآمنة، إضافة الى نزوح أعداد كبيرة من أبناء المحافظة الى الاراضي التركية.