"خوري هوم" ليست حكاية بعيدة عن هذا السياق. الشركة التي بدأت بقصة نجاح لافتة في السوق اللبنانية كان من الطبيعي أن يشهد مسارها التجاري التطوري محطات وشوائب، لكن دخول مجموعة Euromena ممثلة بصندوقها الاستثماري "Euromena 2" على الخط، نقل الشركة إلى بر الأمان، وإلى مزيد من التوسع محلياً وإقليمياً.
ماتيو

يشغل رومن ماتيو حالياً منصب رئيس مجلس إدارة "خوري هوم"، وهو أيضاً العضو المنتدب لـ "Euromena 2"، أحد صناديق الأسهم الخاصة التابعة لمجموعة Euromena التي تملّكت مع شركائها الشركة بالكامل أواخر عام 2012 بعدما اشتروا كل الحصص من آل الخوري.
الرجل الذي لم يتجاوز من العمر 45 سنة هو "المايسترو" وراء فريق عمله الذي حقق النقلة النوعية في مسيرة عمل الشركة وصولاً الى موقعها اليوم. مناصب عدة يشغلها في عالم التجارة والاستثمار حول العالم، تجعل من مباشرته إرسال البريد الإلكتروني لموظفيه وشركائه أمراً "طبيعياً" لا بدّ منه ابتداء من الخامسة فجراً من كل يوم.
يتوقع ماتيو أن تزيد مبيعات "خوري هوم" خلال 2016 بنسبة 15%

بدأ ماتيو حياته المهنية مع شركة "آرثر أندرسن"، وعمل ضمن قسم إعادة الهيكلة والتمويل في فرنسا. يترأس حالياً ويشارك في مجالس إدارة العديد من الشركات في مختلف القطاعات، فهو أيضاً عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية ــــ لبنان. يملك أكثر من 20 عاماً من الخبرة في معاملات الشركات والمؤسسات العائلية في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولعل هذا أحد أسرار تركيبة النجاح وراء بقاء "خوري هوم" واستمرارها، لا بل توسعها.
بحسب ماتيو، "خوري هوم" اليوم، "تحتل المرتبة الأولى في قطاع متاجر التجزئة للأدوات المنزلية والكهربائية في السوق اللبنانية، وهي تحوز أكبر حصة من هذه السوق (تبلغ حصة "خوري هوم" ضعف حصة الشركة التي تحلّ في المرتبة الثانية في السوق)".
عام 1998، فتحت "خوري هوم" أبوابها، للمرة الأولى، أمام زبائنها في لبنان. اليوم، بعد مضي 18 عاماً، توسّعت هذه العلامة التجارية ليصبح لديها تسعة فروع في لبنان، وتضم أكثر من 461 علامة تجارية، تغطي مروحة متنوعة من المنتجات التي قد لا يخلو منزل في لبنان منها، بدءاً من "مدقّة الثوم" وليس انتهاء بشاشات التلفزة العملاقة وأجهزة الكومبيوتر وما بينهما.

مسيرة ومستجدات

كيف بدأت الحكاية بين "يورومينا" و"خوري هوم"؟
يشرح ماتيو: "بدأت "يورومينا" عملها كصندوق استثماري منذ أكثر من 10 سنوات. المساهمون فيها ينقسمون إلى قسمين: شركات ومؤسسات حكومية، كالبنك الأوروبي للاستثمار وIFC وDEG وأكثر من 45 مستثمراً، لا سيما من دول الخليج والمشرق. ما يميز طبيعة عملنا أن العلاقة بيننا وبين مستثمرينا ليست مجرد علاقة تجارية ربحية بحتة، أي أن هناك مستثمراً وضع أمواله في صندوق استثماري وينتظر يوماً ما العوائد، بل هي أشبه بنادٍ جامع للمستثمرين". ويتابع: "دورنا، حين نقرر الاستثمار في شركة محلية، ان نجعل منها شركة اقليمية تتمتع بدور ريادي في المنطقة التي توجد فيها، وهذا ما حصل مع "خوري هوم" وشركات أخرى كشراكتنا مع عائلة Debbane Group في شركة "سودامكو" التي عاد واشتراها "سان غوبان"، وباتت واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال مواد البناء، وكذلك شراكتنا مع رجل الاعمال فريد شديد الذي أصبحت شركته Chedid Re التي تتعاطى في قطاع إعادة التأمين واحدة من بين أكبر 20 شركة في العالم".
وفي ما يتعلق بـ "خوري هوم" يوضح ماتيو "حين استثمرنا في "خوري هوم" اتبعنا الاستراتيجية التي نتبعها عادة في كل الشركات التي ننوي الاستثمار فيها. باعتبارها شركة عائلية استثمرنا بداية بنسبة 16%، كان ذلك في عام 2011 قبل حدوث المشاكل اللبنانية والإقليمية التي هددت السوق اللبنانية".
كان بإمكاننا في أوائل عام 2012 استرجاع قيمة المبلغ الذي استثمرناه به وفقاً للعقد بيننا وبينهم، ما لم يحصل. ولأننا حريصون على اسمنا ومهنيتنا قررنا ان نبني سمعتنا على اسس متينة، فقمنا بالاتفاق مع عائلة الخوري بشراء كامل حصصهم في الشركة، واعتبرنا أن لدينا مسؤولية اجتماعية. وهذه كانت فرصة تحدٍّ بالنسبة لنا لنعيد لهذه الشركة العريقة اسمها ومكانتها، وهو ما حصل بالفعل".
كيف تم ذلك؟ يوضح ماتيو "ارتفعت حصة "يورومينا" الى 30% وتسلّمنا الشركة أوائل عام 2013 بعد ان كانت خسائرها كبيرة حينها، وبدأ الوضع يتحسن تدريجياً بسبب السياسة التي اتبعناها، وبالتالي مستقبلاً إذا أرادت "يورومينا" أن تبيع حصصها تكون قد باعت شركة ناجحة تحقق أرباحاً، لا خسائر، وتضم فريق عمل فريداً من نوعه، حيوياً ومتفانياً. ومن عجز كبير، من المتوقع أن نكون هذا العام قد عادلنا الخسارة، لا بل نتوقع أن نحقق أرباحاً". ويتابع: "لو كنا لدى تسلّمنا الشركة عام 2013 تركنا ثلاث صالات عرض فقط، لكانت زادت نسبة أرباحنا وقمنا بتعويض الخسائر في وقت أقل، لكننا كنا سنتسبّب في تأثر عدد كبير من العائلات، ولكانت شركتنا شركة صغيرة الحجم لا تتخطى أرباحها نصف مليون دولار سنوياً، لذلك قررنا الثبات والتوسع".
في رأي رئيس مجلس إدارة "خوري هوم"، هذا الأمر يعد "أعجوبة نظراً إلى كون هذه السوق تتراجع سنوياً بنسبة 15% مع إغلاق عدد كبير من الشركات المشابهة. رغم كل الظروف، نتوقع أن تتمكن "خوري هوم" خلال العام الجاري من زيادة مبيعاتها بنسبة 15%".
يؤكد ماتيو أن شراكة ووجود "يورومينا" في "خوري هوم" سيبقى حتى عام 2019، "في الوقت الحالي لا نفكر في بيع حصتنا، بل إن هدفنا هو أن ندفع بالشركة لتحقق نتائج أفضل، لا سيما أننا بدأنا نلمس النجاح".
"خوري هوم" قريباً في مناطق لبنانية جديدة كالجنوب والشمال والبقاع


أكثر من لبنان

تمتلك "خوري هوم" حالياً نحو 30% من "سامسونغ" سوريا، وهي تعمل في الاردن ولكن تحت مسمى مختلف. فعلى رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حالياً تنوي الشركة التوسع في السوق المحلية كما في الأسواق الإقليمية المجاورة، معتمدة على سمعتها وخبرتها في هذا المجال، والخطط الاستراتيجية التي تتبعها إدارتها للتحول إلى شركة إقليمية رائدة في قطاع الادوات المنزلية والكهربائية.
حول ذلك، يشير ماتيو: "قريباً ستجد خوري هوم في مناطق لبنانية جديدة كالجنوب والشمال والبقاع، مع أفكار جديدة للتسويق تصل إلى كل العملاء في مختلف المناطق اللبنانية. الاستراتيجية الجديدة التي سنتبعها هي ان ننتشر في اكبر عدد ممكن من القرى والبلدات وليس فقط في المدن الكبرى. لن تكون صالات العرض كلها ضخمة ومكلفة، فهذه الاستراتيجية اصبحت قديمة، هناك مقاربات جديدة ستكشف عنها الايام المقبلة.

تفاؤل رغم كل شيء

على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها معظم القطاعات التجارية في لبنان اليوم، ورغم ما تمر به المنطقة ككل من حال التوتر وعدم الثبات، يرى ماتيو أن "الطريقة الوحيدة للنجاح في بلد كلبنان هي عدم التفكير بالسلبيات، والا كنا كلنا قد تركنا البلد منذ زمن طويل. نحن متفائلون بمستقبل البلد وإمكانياته، فعلى الرغم من المآزق والمصاعب، لا بد لهذه الغيمة ان تنجلي".
مع أكثر من 650 شركة عاملة في قطاع الأدوات المنزلية والكهربائية في لبنان اليوم، تقدر حصة "خوري هوم" بحسب ماتيو بما يزيد على 15% من السوق المحلية وهدفنا أن نصل إلى 25% في القريب العاجل، ما يجعلها الشركة الأولى في هذا المجال. برأيه أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمكنت من الصمود في ظل الأوضاع الراهنة فهذا انجاز، ويبقى دوماً الأمل بغد أفضل المحفز الأول للاستمرار والتقدم.




website جديد: للبيع المباشر خاصة للمغتربين
أطلقت "خوري هوم" منذ فترة موقعاً إلكترونياً جديداً اعتبرته الشركة بمثابة صالة عرض افتراضية كصالاتها التسع المنتشرة فوق الاراضي اللبنانية. يهدف الموقع في الدرجة الأولى للتوجه الى اكبر عدد ممكن من الاشخاص لا سيما الجيل الجديد المواكب للتكنولوجيا والذي يفضل اختيار السلع التي يريدها من خلال الشبكة العنكبوتية بدلاً من الذهاب الى صالات العرض. فمن خلال الموقع بإمكان الزبائن اختيار السلع التي يريدون، مستفيدين كذلك من العروضات التي تقدمها الشركة والتي تشمل خدمة التوصيل طبعاً. من خلال هذا الموقع تسعى خوري هوم للوصول إلى جميع اللبنانيين لا سيما المغتربين في الخارج الراغبين بشراء المنتجات لأقربائهم في لبنان. وقريباً ستطلق الشركة أيضاً تطبيقها الخاص للهواتف الذكية.