غزة | في الوقت الذي تحدّثت فيه مصادر عبرية عن تقدّم في ملفّ تبادل الأسرى بين حركة «حماس» ودولة الاحتلال، أوضحت مصادر فلسطينية، لـ«الأخبار»، أن إنجاز صفقة شاملة أو حتى إتمام المرحلة الأولى من صفقة على مراحل، مرهون بموقف الحكومة الإسرائيلية التي تكاد لا تتيح مجالاً للتحرّك أمام وفدها المفاوِض، فيما لا تزال تشترط لتنفيذ المرحلة الأولى الاتفاق على طبيعة المعلومات التي ستحصل عليها بموجبها حول مصير جنودها بالأسرى، بالإضافة إلى الاتفاق على مبادئ المرحلة الثانية. في المقابل، أشارت المصادر إلى أن حركة «حماس» أبلغت الوسيط المصري أنها مستعدّة لإجراء صفقة تبادل شاملة بمرحلة واحدة، على أساس تسليم الجنود الأسرى مباشرة، مقابل الإفراج عن النساء والأطفال والمرضى وأصحاب المحكوميات الكبرى، وبشكل سريع، بما يمهّد لتسريع الجهود المصرية في شأن ملفّات قطاع غزة، وتجاوز الاشتراطات التي تضعها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي هناك.وبحسب المصادر، فإن تل أبيب أبلغت القاهرة موافقتها على تنفيذ صفقة تبادل على مرحلتين، شريطة أن تشمل المرحلة الثانية عدداً محدوداً من الأسرى، وأن لا تطاول مَن تصفهم دولة الاحتلال بأن «أيديهم ملطّخة بالدماء»، وهو ما يرفضه الفلسطينيون الذين يعوّلون على الإفراج عن عدد كبير من ذوي المحكوميات العالية، بالإضافة إلى الأسرى القادة. كذلك، كشفت المصادر أن حركة «حماس» أتمّت، منذ عدّة أشهر، استعداداتها لإنجاز صفقة التبادل، حيث وضعت قيادتها السياسية والعسكرية مبادئ الصفقة، وحدّدت الشروط والأسماء ومَن لهم الأولوية في الإفراج عنهم، وخصوصاً المرضى وكبار السن. وأشارت إلى أن الوسيط المصري نقل إلى إسرائيل موقف الحركة قبل عدّة أيام، مضيفة أن التقدّم في المباحثات ينتظر ضوءاً أخضر من حكومة نفتالي بينت.
أتمّت حركة «حماس» استعداداتها لإنجاز صفقة التبادل منذ عدّة أشهر


من جهته، نقل مراسل إذاعة «كان» العبرية وقناة «مكان» الإسرائيلية الناطقة بالعربية، شمعون أران، في تغريدة له بالعبرية عبر حسابه على «تويتر»، عن «مصدر موثوق» لم يحدّده، قوله إن هناك تقدّماً كبيراً وملموساً في الاتصالات الجارية من أجل عودة الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس». لكنّ نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، أشار، في تصريحات صحافية، إلى أن وساطات وجولات كثيرة جرت، ولا سيما مع المسؤولين المصريين، في ملفّ تبادل الأسرى، و«لكن لا يوجد من طرف الاحتلال تقدّم جوهري»، مضيفاً أن «تلك الحوارات لا تزال تراوح مكانها». ولفت إلى أن الاحتلال حاول مع نهاية معركة «سيف القدس» أن «يكون موضوع الأسرى جزءاً من وقف إطلاق النار وفكّ الحصار عن غزة»، مضيفاً «(أننا) رفضنا هذا الأمر، انطلاقاً من أن موضوع صفقة التبادل غير مرتبط بأيّ شيء آخر، لا يزالون إلى الآن يطرحون هذه الأفكار، لكن موقفنا واضح بأن موضوع الأسرى مسار لوحده». وتابع: «نحن مصرّون على إنجاز صفقة تشمل معتقلين منذ فترات طويلة، ومحكومين أحكاماً عالية، والنساء والأطفال والمرضى وكبار السن وجثامين شهداء، لكنّ التفاصيل التي تخصّ الأعداد والأسماء متروكة للمفاوضات».



تأجيل البتّ في قضية أنهار الديك
أفاد محامي «هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين»، أكرم سمارة، أمس، بأن محكمة «عوفر» العسكرية أرجأت البتّ في طلب إخلاء سبيل الأسيرة الحامل، أنهار الديك، بكفالة، حتى يوم الأحد المقبل (الخامس من أيلول). وقالت الهيئة إن سمارة تَقدّم، خلال جلسة أمس، ببيّنة بديل الاعتقال لغاية الإفراج عن الأسيرة الديك، التي تعاني ظروفاً صعبة في نهاية حملها بجنينها علاء. واعتُقلت أنهار (26 عاماً) من قرية كفر نعمة غرب رام الله، في الثامن من آذار الماضي، الذي يصادف «يوم المرأة العالمي»، حيث كانت حاملاً في شهرها الثالث، وقبعت في ظروف قاسية من دون مراعاة حالتها الصحية. وستكون الديك هي الحالة التاسعة التي تضع مولودها في سجون الاحتلال إن لم يُفرج عنها سريعاً، وقد تداهمها آلام المخاض في أيّ لحظة.