جمال الشرعبي «صديق الجميع». كأنّ هذه العبارة بطاقة شخصية على الحياة القصيرة لجمال الشرعبي (1976ــ 2011). خلال عمره القصير، استطاع تكوين علاقات مع كل الأطياف الثقافية والسياسية غير محكومٍ بقواعد علاقات مسبقة تفرضها ظروف انتمائه العقائدي لأحد أكبر الأحزاب الدينية في اليمن.
ارتبط بالجميع فاتحاً قلبه بلا أحكام مسبقة. ظهرت ميوله الصحافية مبكراً وختمها بالتقدم لكلية الإعلام التي حصل على شهادتها بتفوق (2000). دخل المهنة من بابها الاحترافي مع ميله إلى حرفة التصوير الصحافي. الظهور الأكبر لاسمه سيكون مع الأيام الأولى لاندلاع شظايا الربيع اليمني. نزل إلى «ساحة التغيير» مبكراً مع توكل كرمان وبقية الرفاق حيث تعرّض لحالة اختناق كادت أن تودي بحتفه جراء إطلاق جنود الرئيس السابق علي صالح لغازات محرمة دولياً. موعده مع الموت سيكون في 18 آذار (مارس) مع هجوم قناصة على الساحة، ما أودى بحياة 53 شاباً كان جمال الشرعبي أحدهم. سُجل اسمه كأول شهيد صحافي في مسيرة «الربيع». في الاحتفاء الذي أقيم له في نقابة الصحافيين بعد رحيل نظام صالح، ألقت ابنته كلمة قالت فيها «تكريم والدي لا يكون إلا بمحاكمة القتلة».