بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، رمز إيران لملف النفوذ الإقليمي، تتعرّض الأخيرة لموجة ضربات «غامضة» على رموز ملفاتها «الجدلية» الأخرى، وتحديداً البرنامجين الصاروخي والنووي. موجة يبدو أنها لم تنته بعد، إذ أفادت المعلومات الواردة من طهران منتصف ليل الخميس - الجمعة عن سماع صوت انفجار غربي العاصمة، قرب منطقة كرج، تلاه انقطاع للتيار الكهربائي عن بعض المناطق. تريد الولايات المتحدة، من وراء إسرائيل، أن توجّه لكمات جديدة لطهران في القضايا المطلوب التراجع فيها أو التفاوض عليها لرفع فاعلية حملة «الضغوط القصوى»، لكن تحت سقف الحرب الشاملة المتعذرة. يقع الاختيار على توقيت شائك، ترجّح «الثرثرة» الإسرائيلية الملمّحة إلى مسؤولية تل أبيب التنفيذية، أن هذا التوقيت يستمر أشهراً قليلة، حتى تشرين الثاني/ نوفمبر، هي مدّة سيكون الإيرانيون فيها محشورين بالانتخابات الأميركية ومرتهنين لحساباتها. لذا يمكن الاستفادة من «حزب الحرب» في الإدارة الأميركية الحالية لعمل شيء ما، بالحد الأدنى يؤخر إيران عن إكمال دوراتها النووية والصاروخية ويضغطها أكثر. في طهران، لا يزال «التكتّم البنّاء» سيد الموقف، حيث ستبقى الأنظار متجهة إلى ما ستفضي إليه تقارير المجلس الأعلى للأمن القومي. الأخير وإن لم يختر المواجهة المباشرة التي قد تخدم «حزب الحرب»، فمن غير المستبعد أن يوصي بردود من طبيعة الفعل «الغامض» عينه، أي ضربات حساسة ورمزية يتيمة بلا بصمات - ولا سيما مع خطر تمادي الهجمات - دخلت إسرائيل في استنفار أمني مبكر تحسّباً لها