أقرّت الحكومة الإسرائيلية استراتيجية للخروج من الإغلاق الاقتصادي، بتخفيف الإجراءات التي فرضتها وزارة الصحة لمنع تفشي الوباء. خلال اجتماع الحكومة، أمس، اندلع الخلاف بين وزارتي الصحة والمالية (الاقتصاد)، إذ قُدمت خطتان تتضمنان مقترحات كل وزارة بشأن الخروج من الأزمة، مع تباين وجهات النظر بينهما حول نقاط عدة أبرزها إعادة فتح مراكز التسوق.في ما أشارت خطة "المالية" إلى أن مراكز التسوق بإمكانها فتح أبوابها ابتداءً من يوم الجمعة المقبل، بينما رأت "الصحة" أن المجمعات التجارية لا يمكن فتحها قبل 17 أيار وضمن شروط معينة. ويدور خلاف آخر بين الوزارتين يتعلق بفتح المطاعم، إذ ترى "الصحة" أنه لا يُمكن إعادة فتحها قبل 16 حزيران المقبل، وبشروط محددة، بينما تريد وزارة "المالية" فتح المطاعم وصالات المناسبات والأندية الليلية قبل نهاية الشهر الجاري.
وجرت مناقشة تخفيف الإجراءات، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة مساء أمس ارتفاع عدد المصابين بفيروس "كورونا" في كيان العدو إلى 16,208 بزيادة 29 حالة فقط خلال 24 ساعة، ويُعتبر هذا الرقم الأدنى الذي يسجل في يوم منذ شهر ونصف شهر. كما سمحت الحكومة خلال مداولاتها لجهاز "الشاباك" التجسّس على هواتف لمصابي "كورونا" لتتبعهم ومعرفة مخالطيهم، وذلك بعدما قضت المحكمة العليا بوجوب إصدار تشريع في إطار القانون الأساسي (بمثابة دستور) في حال أصرّت الحكومة على استخدام هذه الطريقة لمتابعة المصابين. وتعتزم الحكومة سنّ تشريع قانوني يتيح لـ"الشاباك" مواصلة تعقبه للهواتف لكن بما لا يخالف قرار المحكمة الإسرائيلية العليا.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، عمل "الشاباك" على تعقّب تحركات مرضى فيروس "كورونا" عبر بيانات موقع الهاتف، وبيانات بطاقة الائتمان وغيرها من المعلومات الرقمية، والتي لا يُسمح عموماً باستخدامها إلا "لأسباب أمنية ومكافحة الإرهاب".
وينص البرنامج الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية بموجب أنظمة الطوارئ لمواجهة "كورونا"، على أنه لا يُسمح لـ"الشاباك" بمواصلة استخدام البيانات بعد انتهاء البرنامج، في حين يُسمح لوزارة الصحة باستخدام المعلومات لمدة 60 يوماً إضافياً لأغراض البحث، ولتتبع مسار تفشي المرض.
من جهته، قال رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي إن الحكومة "ستشرع بتنفيذ إستراتيجية الخروج التدريجي من الأزمة، على أن تتوقف التسهيلات في ثلاث حالات: العودة إلى تسجيل 100 إصابة يومياً (لأشخاص أصيبوا بالعدوى خارج بؤر انتشار الفيروس: مناطق مصنّفة كـ"حمراء"، مراكز العناية بالمسنين، والقادمون من الخارج)، ارتفاع الحالات الخطيرة إلى 250، تضاعف عدد الحالات كل 10 أيام".
وأعلن نتنياهو إلغاء القيد على حركة الإسرائيليين، معلناً فتح مراكز التسوق والمجمعات التجارية والأسواق (سيسمح بالمحال في الأسواق بتسليم الطلبيات وليس استقبال الزبائن)، بدءاً من يوم الخميس المقبل، وأوضح أن طلاب الصفوف المتوسطة والثانوية، سيعودون إلى مقاعد الدراسة نهاية أيار الجاري.
كما أعلن عن تسهيلات إضافية، بما في ذلك فتح متنزهات المكتبات والمحميات الطبيعية والمواقع الأثرية والمتنزهات العامة، حتى موعد أقصاه منتصف حزيران يونيو المقبل.
وشدّد نتنياهو على أن عجلة الاقتصاد الإسرائيلية لن تعود إلى الدوران بوتيرة "ما قبل كورونا" إلا أنه استدرك قائلاً: "لكننا سنطلق اقتصاداً أقوى مع توظيف أكثر قوة في ظل الروتين الذي أحدثه كورونا".