شهدت محاور مدينة حلب وأريافها هدوءاً حذراً بعد ليلة اشتباكات عنيفة
سياسيّاً، جدّدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التزام بلادها بتعهّداتها في إطار «صيغة أستانا» و«اتفاقات سوتشي»، رافضة اتهام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان روسيا بعدم الإيفاء بواجباتها. كذلك، صدر أول تعليق رسمي إيراني على المعارك في إدلب، عن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، الذي أشار إلى أن «المعارك التي تحصل في إدلب إنما تجري في آخر معاقل الإرهابيين في سوريا». في المقابل، أعلن مجلس الأمن القومي التركي، أمس، بعد اجتماع طويل برئاسة إردوغان، أن «تركيا ستتخذ إجراءات إضافية للتصدّي للهجمات التي تستهدف قواتها والمدنيين في محافظة إدلب». كما أجرى رئيس الأركان التركي، يشار غولار، اتصالاً مع نظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، بحثا فيه التطورات الأخيرة، بحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية.
على خطّ موازٍ، وفيما نفت وزارة الدفاع الروسية صحة تقارير اتهمت الطيران الروسي بقصف أهداف مدنية في إدلب، ووصفتها بأنها «استفزاز إعلامي»، شهد مجلس الأمن الدولي، ليل الأربعاء ــــ الخميس، في جلسة حول سوريا، تلاسناً حادّاً بين مندوبَي الصين والولايات المتحدة، في شأن المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال غرب سوريا. واتهمت نائبة المندوب الأميركي، شيري نورمان شاليه، الصين وروسيا، بـ«إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين». وقالت شاليه في إفادتها أمام أعضاء المجلس: «بعدما تبعتها الصين بشكل أعمى، صعّدت روسيا حملتها لتقييد وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، من خلال جهد مسيّس لتقويض القرار الخاص بإيصال المساعدات العابرة للحدود، في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري». ودفعت هذه الاتهامات، المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير تشانغ جيون، إلى مخاطبة شاليه بالقول: «لا يمكن للولايات المتحدة كيل الاتهامات لنا، فنحن ليس لدينا جندي واحد في سوريا، ولم نحتلّ آبار النفط، ولم نضرب ذلك البلد». وأضاف جيون إن «توجيه الاتهامات من قِبَلكم هو ضرب من النفاق، وإذا كنتم تتوقّعون منّا التصديق على سياساتكم فقط، فنقول لكم إن زمن الاستعمار ولّى وانتهى».